بقلم: مرشد دراجي: صحافي مغربي
الأولى تغنى بها فريد الأطرش، مراكش فين وتونس فين؟ ! مراكش الحمراء وتونس الخضراء، وفي وسط الطريق كان للمغرب الكبير المطالب باستقلاله، مكتبا بالقاهرة تحت لواء الأمير محمد عبد الكريم الخطابي وجمال عبد الناصر قبيل استقلال المغرب الأقصى وتونس بورقيبة ومعركة تحرير الجزائر، ثم توقف الركب بطنجة 1958 لتنادي أحزاب “حاكمة” إلى مغرب كبير…
وتتوقف القافلة فينجو المعاكس الثوري محمد المرزوقي من قبضة الإرهاب البورقيبي ليستقر في طنجة ويرى الحلم المغاربي يستقر في تونس، بين المسرح البلدي والسفارة الفرنسية، باسم اللجنة الدائمة الاستشارية للمغرب الكبير على فرضية سياسة اقتصادية إقليمية تجاهلتها جزائر بومديان الهواري… ويترك الأب محمد المرزوقي طنجة الوحدة، ليستقر خبيرا قضائيا بمراكش ليقضي نحبه شهورا قليلة قبل ولادة اتحاد المغرب العربي، ويدفن الوالد بمقبرة باب دكالة يوم 5 رمضان 1408 موافق 22 أبريل ، 1988 ولم يكتب له معاينة شرفة المجلس البلدي بشارع محمد الخامس في17 فبراير 1989 ، وهي تعلن ميلاد اتحاد المغرب العربي، ليتخذ مقرا له الرباط ويديره تونسي بعد تونسي، إلى أن يأتي المرزوقي رئيسا ليترحم على قبر أبيه ويحيي من جديد الحلم المغاربي ليحرره من الشوفينية (موحدية كانت أو بومدينية)
مغرب الجميع والنمو
وأخيرا وفي خضم الأزمة الاقتصادية العالمية منذ ، 2008 وثورة الشباب العربي انطلاقا من تونس 2011 ، يأتي منصف المرزوقي ليبدأ رحلة جديدة لقطار مغاربي، فهل فات جيل بن علي، والشادلي بنجديد ومعاوية والقدافي والحسن الثاني، جيل فوت فرصة لتقديم عربة بلداننا أمام الاتحاد الأوربي، الذي تبنى التعامل مع مجموعات اقتصادية متكاملة بقيم الديمقراطية والشفافية والعدالة.
ويدعو منصف المرزوقي أينما حل وارتحل إلى برمجة إعادة ترتيب أوراق المغرب الخماسي (ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا) ليتبناه بهايكل جديدة يتقدمها برلمان مغاربي موحد، لجهويات القرب تجد فيها مثلا مراكش وسيدي بلعباس وصفاقص وبنغازي ونواديبو مجموعة تطبيقية لاتحاد وجب عليه جني ثمار التحول الذي يعيشه العالم ويعتبر خيارا لا يمكن التخلي عنه.
وقد أكد المنصف المرزوقي لسامعيه في دار الباشا الكلاوي أن مستقبل تونس لا يوجد في تونس ومستقبل مراكش لا يوجد في مراكش بل أن تونس ومراكش وغيرهم لن تجدا مستقبلا معقولا ولا مفر منه إلا في اتحاد مغاربي تمتلكه نخبه وأحزابه ومجمتعه المدني وكل مواطن مواطن…