سنة 2024: التزام قوي ودور فاعل للمغرب داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي
فندت جمعية “مغرب الثقافات” ما راج من أخبار حول إلغاء الدورة 11 من مهرجان موازين، وراجت تلك الإشاعات التي أشارت إلى أن الإلغاء جاء بسبب حكومة بن كيران، خاصة وأن أعضاء حزبه كانوا من أشد المعارضين للمهرجان وللميزانية الضخمة المرصودة له، في حين أرجع البعض السبب إلى الأزمة الاقتصادية العالمية التي تأثر بها المغرب كغيره من الدول.
وجاء الرد مساء اليوم الثلاثاء 20 مارس الجاري، عندما عقدت جمعية “مغرب الثقافات” بالرباط ندوة صحفية حضرتها مجموعة من المنابر الإعلامية الوطنية منها والدولية وتقدمت اللجنة المنظمة من خلالها بعرض برنامج الدورة 11 من مهرجان موازين الذي يضيء سماء العاصمة كل سنة، وضمت اللجنة “عزيز السغروشني”، نائب رئيس جمعية مغرب الثقافات، و”عباس عزوزي” نائب الرئيس التنفيذي للجمعية، و”منصف بلخياط” عضو اللجنة المنظمة للمهرجان، و”هشام الشبيحي” أمين الصندوق، إضافة إلى “عزيز داكي” مدير المهرجان والمكلف بالبرمجة الدولية والناطق الرسمي باسم المهرجان، و”محمود لمسفر”، مستشار فني مكلف بالبرمجة الشرقية ثم “حسن النفالي” مستشار فني مكلف بالبرمجة المغربية.
وفي بداية الندوة التي احتضنتها دار الفنون بالعاصمة، أكد “عزيز السغروشني” على القيم والاشتغالات التي ركز عليها المهرجان منذ انطلاقته، خاصة منها تلك التي اعتمدها في تدبير شؤونه، وأشار إلى أن نجاح المهرجان يكمن في ارتقاء مستواه بشكل سريع إلى مصاف المهرجانات العالمية الكبرى، واعتبر أن النجاح الذي تحقق على مدى 10 سنوات مضت يعود لسبب بسيط يكمن في الجدية والمسؤولية، كما كشف على أن مجموعة من كبار النجوم العالميين يتنازلون طوعيا عن مستحقاتهم من العرض التلفزيوني المباشر عندما يكتشفون أن العروض تقدم بشكل مجاني متابعا أنه حينها يصبح النجم باحثا عن الانتشار في ظل الجودة التي توفرها إدارة المهرجان، بل من النجوم من يرشح نفسه على إدارة المهرجان بشروط معقولة جدّا وهذا ما يؤكد أن مكانة المهرجان الدولية فاقت كل التوقعات، واعتبر أن دور موازين يتجاوز التنشيط والترفيه عندما يفتح الباب للمبدعين المغاربة من خلال الورشات المفتوحة حيث يستفيدون حينها من تجارب وخبرات مجموعة من الأسماء الكبيرة ذات الخبرات الطويلة، وتعتبر الدورة 11 غنية من حيث مستوى الورشات الحاضرة هذه السنة حيث برمجت ورشة المخرجة المغربية “سناء الحمري” حول صناعة الأفلام ومقاطع الفيديو كليب وتعتبر سناء من بين نجوم فن الإخراج في الولايات المتحدة الامريكية حيث تتعامل مع ألمع النجوم منهم “ماريا كاري”، “ستينغ” “جاي – زي” وغيرهم، كما أن ورش الرقص المعاصر سيعرف مشاركة مصممة الرقص الدنماركية “نون ماي” المديرة السابقة لمدرسة الباليه الملكي بالدنمارك.
من جانب آخر، تحدث “عزيز عزوزي” عما يقدمه المهرجان من دعم كبير للمواهب الصاعدة في إطار برنامج “أجيال موازين” الذي يتيح للشباب فرصة إبراز مواهبهم وقدراتهم ويمنحهم وسائل وتقنيات متطورة، واجتمع جلّ أعضاء اللجنة التنظيمية حول الدور الكبير الذي يقدمه مهرجان موازين على المستويين الاقتصادي والسياحي حيث تبلغ نسبة الملء في فنادق الخمس نجوم مائة بالمائة خلال التسعة أيام من عروض المهرجان، كما أن حركة السياحة الداخلية بدت واضحة وفي ارتفاع من خلال توافد الجماهير من مختلف أنحاء المملكة لحضور أطباق فنية لا تقدم إلا في الرباط.
ونظرا لما تسديه وسائل النقل من خدمات لجماهير موازين، وفي ظل الأزمة الخانقة التي تعرفها العاصمة الرباط على مستوى وسائل النقل عمل المهرجان على التنسيق مع نقابات السيارات الصغيرة والكبيرة قصد توفير وسائل النقل التي تعتبر الضامن الرئيسي لحضور الجمهور وهي فرصة لانتعاشة قطاع النقل بالعاصمة شأنه في ذلك شأن الصناعة التقليدية التي تحدث حولها أحد الصناع التقليديين حيث أن العاصمة الرباط تشهد رواجا غير طبيعي خلال فترة المهرجان ويتم الإقبال على الصناعة التقليدية من خلال زيارات مكثفة يقوم بها الزوار إلى “سوق الصباط” أو المدينة العتيقة حيث محلات الصناعة التقليدية.
من جانب آخر، ستعرف الدورة 11 من مهرجان موازين تكريم “عبد المغفور محسن” الملقب بفيغون، وكان من المغنيين غير الأمريكيين القلائل الذين وقّعوا عقودا مع الشركة العالمية “أتلانتيك” حيث اشتهر بأداء البلوز وعرف في أوربا بمجموعته “لي ليمون”، التكريم أيضا سيحظى به الراحل “محمد رويشة” من خلال ابنه “حمد الله” الذي يعتبر حامل مشعل هذا التراث الغني الذي نسجه الراحل رويشة طيلة مساره الفني، كما التفت المهرجان إلى مجموعة “لمشاهب” التي رحل عنها “محمد السوسدي.”
وكشف “عزيز داكي” أن إدارة المهرجان تسعى إلى إرضاء مختلف الأذواق من خلال تنوع وغنى فقرات برنامجه، مؤكدا على أن جمعية “مغرب الثقافات” وهي الجهة المنظمة للمهرجان اعتمدت على نموذج اقتصادي خلقته بنفسها للحصول على الموارد المادية في إطار تبادل الخدمات التي تؤسسه الجمعية مع مختلف الشركات الحاضنة للمهرجان.
وجاء برنامج الدورة 11 غنيا كعادته من خلال حجم المشاركة العالمية والشرقية والمغربية، ومن أبرز الحاضرين بمنصة السويسي ضمن البرنامج الدولي “أرموندو كريستيان بيريز” الملقب بــ Pitbull والجامايكي “جيمي كليف”، والمجموعة الألمانية Scorpions إضافة إلى الأمريكية “ماريا كاري”، أما على مستوى الأغنية الشرقية فسيفتتح المهرجان اللبناني “مارسيل خليفة”، ويأتي في مقدمة المشاركين الكويتي “عبد الله الرويشد”، المصري “محمد حماقي”، والسورية “أصالة”، في حين تحضر الأسماء اللبنانية بشدة حيث سيشارك كل من “وائل كفوري”، “ملحم زين”، “مروان خوري”، “يارا”، “نانسي عجرم” و”فضل شاكر”، أمل الحضور المغربي فيعرف مشاركة “كوكب الأغنية المغربية “نعيمة سميح”، واسمهان المغرب “كريمة الصقلي”، إضافة إلى “ليلى غفران”، “محمود الادريسي”، “نبيلة معان” والعديد من الأسماء المغربية الشابة منها “حاتم ايدار”، “لمياء الزيادي”، و”أسامة بسطاوي.”
إضافة إلى العروض القوية للفرق الاستعراضية التي تجوب شوارع الرباط، حيث تشارك هذه السنة فرقا من الهند وفرنسا والمغرب، في حين تزيّن سماء الرباط على ضفة أبي رقراق باللون الإفريقي حيث “ماجيك سيستيم” من ساحل العاج، “الشيخ لو” من السنغال، أنجليك ديجو” من البنين واللائحة طويلة.
وتأتي الدورة 11 من مهرجان الرباط هذه السنة في ظل وصول حكومة بن كيران، حيث ظل برلمانيو العدالة والتنمية على مر السنين يحتجّون على ميزانية المهرجان الضخمة وأعلن العديد منهم بقبة البرلمان وعبر مختلف وسائل الإعلام في أكثر من مناسبة أن الميزانية تشكل تبذيرا للمال العام وهدرا للإمكانيات في وقت يعيش فيه المغرب على إيقاع مشاكل مختلفة من بطالة وفقر.
وكانت آخر الخرجات تلك التي أعلن عنها “الحبيب الشوباني” الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني عندما قال: “لقد انتهى زمن حزب الدولة، ويجب أن ينتهي معه زمن مهرجان الدولة، كما يجب أن ينتهي كل سلوك فوقي يشعر معه المواطنون بالاستعلاء والاستقواء برموز الدولة وإمكانياتها المادية والبشرية لأنها أمور غير قابلة للتحيز والخوصصة.”
وقال إن على المهرجان أن لا يصرف في ميزانيته المال العام، وقال في حوار سابق له مع جريدة “أخبار اليوم”: إذا كان هناك من يستطيع أن يجيش هؤلاء الفنانين ويقدم لهم المليارات والملايين من ماله الخاص ويؤدي فاتورة البث التلفزي ويؤدي أجور الأمن الخاص بدل استغلال الموارد البشرية لوزارة الداخلية لتأمين تجمعات ضخمة ولأيام متعددة دون تعويض، فليس لدي أدنى مشكلة.”
أكـورا بريس / متابعة خديجة بـراق / الرباط