سنة 2024: التزام قوي ودور فاعل للمغرب داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي
في كثير من الأحيان يعتبر الصوم عن الكلام أرقى تعبيرا من الكلام نفسه.. وحينها تظهر صحة المقولة المعروفة: “إذا كان الكلام من فضة، فإن السكوت من ذهب”.. لكن، أحيانا أخرى، وأمام ما يستجد من أحداث ومواقف وقرارات وأحكام، يستوجب عليك الأمر التعبير بالمباشر أو بالمرموز، ليس كما كان التلفاز بالمرموز، ولكن المرموز الذي يوصل المعنى إلى الأذهان ليتحقق القول: “اللبيب بالإشارة يفهمُ”..
مناسبة الكلام تتلخص في أن العدالة تحققت في قضيتي مع السيد “كمال لحلو” الرئيس المدير العام لمجموع إذاعات م.ف.م.. تحققت العدالة وانتصر الحق وزهق الباطل الذي كان مدعوما بالظلم وشهود الزور.. تحققت العدالة في قضية مر عليها ابتدائيا زهاء العامين ليقول القضاء كلمته ويؤكد مظلوميتي أمام من تنحني له الأذقان وتقبل اليد والأكتاف ومن يزعم أنه “الإمبراطور” الذي لا يُنعثُ بالبنان، حيث أنه في يوم من أيام الناس، كان يظن أن العبد الضعيف “اليوسفي”، مثله مثل باقي الناس الذين يتزلفون ويبيعون الـــكــــرامـــة بدُريهمات، ليتأكد له أن العبد الضعيف لا يبتاع كرامته ولو بمال الدنيا..
تحققت العدالة وجاء الحكمُ الصادر عن ابتدائية القطب الاجتماعي ليُنصف العبد الضعيف “اليوسفي”، وليكسِر جبروت وطغيان كل أولئك الذين يتشبثون بالجاه والمال ولا يعيرون أي اهتمام للمظلوم ويتناسون أن دعوة المظلوم مستجابة ولو إلى حين.. جاء الحكمُ مُنصفا بـ استرجاع الـــكــــرامـــة، إنه انتصار الـكـرامـة الذي لا يفهمه الكثير من الناس، أما المبلغ التعويضي (730 ألف درهم)، فلا يهم إن كثر أو قلً أمام تحقق العدل مع قاض عادل لا يُباع ولا يُشترى.. إنه من طينة أولئك الذين لا يبيعون كرامتهم.
لقد صُمتُ عن الكلام في ذات الموضوع طيلة مدة المقاضاة، ولم أستجب لمن كان يريد الخوض في مسائل لا تدخل في صُلب قضيتي، صٌمتُ عن الكلام واندهشت أمام إصرار السيد لحلو على عدم قبوله الإنصات لي ثم فليحكم.. حُكمه كان طاغيا ما دام أنه كان في نفس الوقت الحكم والقاضي الذي يستمع لطرف دون آخر، وكان حُكمه بنفيي إلى مدينة الداخلة، ليس لأن مدينة الداخلة منفى، ولكن بالصيغة التي قررها وهي صيغة “الداخلية”، وكأني أشتغل معه في دهاليز “الداخلية”.. كما لاحظت في آخر جلسة التحقيق أمام المحكمة، كيف كانت إدارته مصرة على إدخال شهود زور اختيروا بعناية، كيف ذلك، هؤلاء الشهود الزور الثلاثة، كانوا قد تلقوا إنذارا وتوبيخا مكتوبا من طرفي عندما شغلتُ مسؤولية مدير برامج مجموع إذاعات م.ف.م، موقًع بقلم كمال لحلو، وذلك لتهاونهم وعدم جديتهم وعدم تفانيهم في العمل المهني الجاد.. تصوروا معي أحدهم يدخل إلى غرفة الأخبار ليقدم أخبار الظهيرة بـ 13 دقيقة تأخير؟ حضر إلى المحكمة ليدلي بشهادة زور في حقي.. ولاحظ الجميع أيضا كيف كان ارتباك المدير العام الذي حضر الجلسة لمواجهتي، دون أن يكون ملما بالملف حيث كانت إجاباته مضحكة للمحكمة..
فهل أصوم عن الكلام أم أتحدث؟
إذا أردتُ الحديث في الموضوع وأسباب القضية ومسبباتها الحقيقية، فسوف يندهش قارئ هذه النافذة..
.. أتركها إلى نافذة أخرى وكل عام وعدالتنا بخير وكل قضاتنا نزهاء شرفاء.. ودامت لكم الأفراح والمسرات، (على حد تعبير أحدهم).