سنة 2024: التزام قوي ودور فاعل للمغرب داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي
ماذا يجمع واحد في “السبيطار” وعمر مول الزيت ومولات الجايزة الأممية؟ إنه موضوع واحد، واحدة فرحة بتلقيها جائزة أممية وآخرون يروجون أنهم ثكلى. غير أنه يجمع بينهم شيء اسمه الأمم المتحدة.
زيارة المبعوث الأممي المكلف بملف الاعتقال التعسفي إلى المغرب بدعوة من الحكومة المغربية من المفروض أن يكون حدثا عاديا، فالمغرب يقول أنه ليس لديه ما يخفيه ومستعد للتعامل مع كل الحالات والتساؤلات التي قد تطرح على هامش زيارة المسؤول الأممي وأصحاب الضفة الأخرى يتسابقون فيما بينهم علهم يستفيدون من الزيارة.
قصة البيطار في السبيطار:
عبد الصمد البيطار مضرب عن الطعام، أي بلغة أخرى اختار الموت البطيء، ورفضه الأكل والخضوع لمسطرة التغذية عن طريق الأوردة رغم تدهور أوضاعه الصحية كما تقول عائلته، تؤكد أنه اختار طريق الإنتحار.
ومنذ مدة والعائلة التي استوطن بعض أفرادها فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بآسفي يتداولون حول أحسن الطرق من أجل تسليط الأضواء حول حال ابنهم بمناسبة زيارة المبعوث الأممي، وهو تكتيك يعيشه المغرب كل مرة في الأقاليم الجنوبية بمناسبة زيارة الوفود الأجنبية للجنوب، فالناس تتصور أن ورود أسمائها في تقارير دولية من شأنه أن يحسن وضعها التفاوضي حول حالتها.
لقد اختار البيطار وعائلته أن تبدأ الحكاية من السبيطار وخلق لغط حول “الحقنة” وضارب الحقنة، إن وجدت، لإثارة الانتباه حول المضرب عن الطعام، فيما تكفلت منظمة الكربوزي من ضباب لندن بالباقي، فالرجل الذي تقول أسرته أنه وقع تحت تأثير الحقنة ذات المحلول المجهول والممرض المجهول وأن حياته مهددة، يملك فقط القوة ليرسل التسجيلات المرئية لتركيز الحملة حول حالته، وتطلب عائلته أن يجتمع مع المبعوث الأممي حتى يتكلف ربما “بان كي مون” بإرسال لجنة تحقيق دولية لكشف لغز الحقنة والاهتمام بالرجل المحقون، كما تطلب ذلك أم الشهيد وزوجة الشهيد التي أعياها البحث عن زوج غير شهيد تعوض به رحيل الزوج الذي ارتاح من هوسها بالعمليات الإنتحارية وعشقها للإنتحاريين وتركها تائهة تبحث عن مشروع لن يكتمل أبدا.
عمر مول الزيت:
قصة “عمر مول الزيت” لم تكن مفهومة في البداية إلى أن صرح يوم الأحد أنه سيلتقي يوم الاثنين المبعوث الأممي حول الاعتقال التعسفي، وفهم الناس أنه يبيع زيت الزيتون لإسرائيل، وأنه كان يترأس لجنة من أجل إعادة إنتخاب أوباما من المغرب، كأن المغرب ولاية من الولايات المتحدة الأمريكية وأنه تعرض لما تعرض له بعد أن التقى صحافيا أمريكيا وأنه تعرض للسرقة وعرف الناس أن أباه كان محكوما بالإعدام عقب مسلسل أبطال بدون مجد، وأن عمه رحمه الله توفي في أكدز، وأن ممتلكات العائلة صودرت وأن قيمتها الحالية مقدرة ب 2 مليار، وأن له مواقف ضد الفكر العروبي العنصري، أي بلغة أخرى فهو ضد اعريبات وضد الإحتلال العريباني للمغرب، وأنه مع الأمازيغ والشعوب الأصيلة، ولهذا فهو يبيع الزيت البلدية للأمازيغ في اسرائيل نكاية في عنصرية اعريبان، ودفاعا عن ايمازغن في اسرائيل الذين يواجهون الهمجية والعنصرية العربية على مشارف القدس.
وحسب روايته فالمعتدي قد يكون من اعريبان، أو مناهض لحقوق الإنسان كما هو متعارف عليه أمازيغيا، أو من الذين لا يؤمنون بالحقوق المشروعة للشعب الأمازيغي اليهودي وحقه في بناء دولة اسرائيل، أو ربما من عناصر مراقبة التراب الوطني الذين يناهضون بيع الزيت البلدية خارج التراب الوطني نكاية في أمازيغ بني إسرائيل.
هذا كله مفهوم، لكن الذي لم أفهمه هو أن الرجل سوف يلتقي بالمبعوث الأممي اليوم الاثنين ، ولا بد أن يكون اللقاء مثيرا فالمبعوث الأممي سوف يحصل له الشرف أن يلتقي يوم الإثنين 9 دجنبر رجلا تم الاعتداء عليه يوم الإثنين 2 دجنبر، ويتشرف بلقاء صاحب الزيت البلدية الممزوجة بحقوق الإنسان وتاريخ ايمازغن المناهض لعنصرية اعريبان.
وإذا مرت الأمور على ما يرام وحسب ما يريد عمر وما يشتهي، فسوف تتلقى الدولة المغربية أمرا دوليا برفع حالة الاحتجاز القصري الذي تتعرض لها 2 مليار سنتيم في ملكية آل اللوزي.
مولات الجايزة الأممية:
خديجة المرضية فرحانة بالجائزة الأممية، وعوض أن تكون الجائزة هي الموضوع أصبحت قضية التهنئة من عدمها هي الموضوع وأغرب ما كتب في الموضوع هو ما ورد على لسان علي الصحفي الذي ليس بإرهابي من أن الملك الذي يهنئ أحيانا أفرادا على انجازات أصغر حجما وأقل إشعاعا بكثير من السيدة الرياضي، ويوشح بأوسمته أشخاصا ذوي انجازات هزيلة فإنه يبدو وكأنه بدوره ليس على علم بهذا الخبر أصلا، وهو خبر أصبحت معه خديجة هي “خديجة لوتر كينغ” و”خديجة مانديلا”، و”خديجة روزفلت” و”خديجة كارتر” و”خديجة أمنستي”.
الصحفي الذي ليس بإرهابي سكت دهرا ونطق صفاقة، فالأولى بالمحاسبة على عدم إرسال التهنئة هو “عبد العزيز مول تندوف”، فهو أولى بالمحاسبة على التهنئة لأنه الأعرف بالمواقف الإنسانية النبيلة التي أسدتها الأم خديجة التي لم تصدر يوما تصريحا واحدا تدافع فيه عن الحقوق التاريخية للشعب المغربي في استكمال وحدة ترابه الوطني، ولم تدافع يوما عن قضايا المغرب الحقيقية. وكانت دائما تصطف في الضفة الأخرى، وبحكم انتمائها لم تنطق يوما بكلمة حول اضطهاد الأقليات في البلدان الشمولية في الإتحاد السوفياتي السابق أو روسيا اليوم أو بلدان أوروبا الشرقية و مواقفها كانت دائما مواقف حزب مغربي معروف، و هذا الكلام ليس كلامي بل مواقف معلنة عبر عنها أطر و نشطاء حزبينسياسيين مغربيين عندما تبرموامن غياب حقوق الإنسان في قلب جمعية حقوق الإنسان و انسحبوا من مؤتمر الجمعية.
غير أن الصحفي الذي ليس بإرهابي الذي يطمح ربما لنيل الجائزة الأممية “للصفاقة” و”التسلڭيط” لم يجد ما يرد به جميل الأيادي البيضاء في الزمن غير البعيد غير التحامل والإنتقاص من كل الذين سبق للملك أن وشحهم بأوسمة أو هنأهم على عطائهم في إطار الانتماء للمغرب وقضاياه.
فالإستفادة من جائزة أممية لا تعني في الذاكرة الجماعية للمغاربة شيئا كثيرا، فـ”مناحيم بيغين” الذي قتل أطفال فلسطين وهجر نساءهم وشيوخهم نال جائزة نوبل للسلام.
فالأمم لا تنتصر إلا لأبطالها ولا تنتصر لأبطال غيرها، ولكل واحد الحق في أن يهنئ “مادام الرياضي”. أما المؤتمنون على الشأن العام فبينهم وبين الرياضي شيء مقدس لدى عموم المغاربة هو الوحدة الترابية للمغرب، فإما مع أو ضد، موضوعلا مكان فيه لألوان أخرىغير الأبيض أو الأسود ولا مكان فيه لأنصاف المواقف.
المؤتمنون على المصالح العليا للمغرب الذين صنفهم الذي ليس بإرهابي بأنهم ربما لم يأخذوا علما بـ”قشاوش عيشورة ديال الأمم المتحدة”، مؤتمنون حقا على مصالح المغرب وليس على مصالح البوليساريو أو غيرها من الدول أو الفعاليات الداعمة للانفصال.
في الحقيقة كل واحد يدفن بوه، وبلغة الجنوب يدفن بَيُّو كيف بغا.