سنة 2024: التزام قوي ودور فاعل للمغرب داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي
مذكرات أمير منبوذ خانت صاحبها في أكثر من فصل و كشفت مستور علاقاته في المرحلة الحالية، لقد أسرف في انتقاد ملكيات الخليج وأفاض في التنقيص من البحرين في الوقت الذي أحاط القيادة الجزائرية وقيادة البوليساريو بكل المودة والعطف.
تقرأ الكتاب طولا و عرضا و لا تجد موقفا ذي مرجعية ديمقراطية واضحة حول واقع الجزائر أو حتى غياب الديمقراطية و حقوق الإنسان في حدها الأقل من الأدنى في مخيمات تندوف.
تجوب الكتاب طولا و عرضا و لا تجد منطقا ينتصر للمغرب، فالمسيرة الخضراء ليست إلا استحقاقا حددت فيه الملكية شرعيتها الوطنية كملكية محاربة للإستعمار، لا كلمة و لو واحدة يقول فيها الأمير موقفا واضحا من مغربية الصحراء كأرض وطنية، لا كلمة واحدة حول الأراضي المغربية التي لازالت محتلة من طرف اسبانيا.
لقد أفاض المنبوذ في مغازلة النظام الجزائري و لم يكشف في اتصالاته مع البوليساريو إلا الإتصالات التي أكسبها طابعا إنسانيا لأنه مهموم فقط بإنتقاذ الملكية في المغرب و الباقي لا يهم إلى الحد الذي يأخد فيه انطباعا للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي يعتبر فيه “أن المخزن أفضع من العسكر” كما يقول على لسانه الأمير.
يقول أنه كان في باريس يوم 23 يناير 2002 في طريقه إلى المنفى بنيوجيرسي عندما اتصل به الرئيس الجزائري، فكيف للرئيس الجزائري أن يعرف أن الرجل قرر مغادرة المغرب وراحل إلى منفاه المخملي وأنه منبوذ لِيُسِرَّ له بأن الذي في المغرب هو أفضع من الذي في الجزائر.
الجواب على هذه الأسئلة ربما يكشف عنه لمرابط الذي لازال حيا و يعرف أسرار علاقة الأمير بمحيط الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
تحية الأمير للقيادة الديمقراطية الشعبية في الجزائر و للجانب الإنساني لقادة البوليساريو الذين اتصلوا بالأمير يطمئنون على صحته بعد العملية الجراحية التي خضع لها في أمريكا، لم تكن لله في سبيل الله، عندما نعرف أن صحافة العسكر و وكالة الأنباء الجزائرية و ربيبتها التابعة للبوليساريو تطوعت للترويج لكتاب الأمير.
فبعد 15 سنة من العمل المضني لتنظيم شبكة من الإعلاميين و النخبة المرتبطة بالأمير، وجد الأمير نفسه وحيدا معزولا إلا من صحافي لا يعيش إلا من عطايا الأمير و مع ذلك لم يستطع أن يذهب بعيدا في الترويج لكتاب المنبوذ و قلة من الذين يمجدونه حتى لا تنقطع عطاياه من المال الموروث.
الأمير ليس في حاجة إلى المال لكنه في حاجة إلى الإحتضان، و اليوم يشهد على أنه كان محتضنا منذ زمان من طرف القيادة الجزائرية، و الآن نفهم لماذا أعطى لنفسه دور المرافق البروتوكولي للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أثناء مشاركته في جنازة الملك الراحل الحسن الثاني، الآن نفهم لماذا فرض نفسه بروتوكوليا و أبعد المكلفين بمرافقة الرئيس الجزائري و لازمه كظله. إنها الحقائق التي تتكشف اليوم، فهل عزته قيادة البوليساريو عندما توفي الملك الراحل؟
قيادة البوليساريو لم تلتزم بدعمه إلا بعد احتضانه من طرف محيط الرئيس الجزائري و هي القراءة الوحيدة الممكنة لسياق الترويج لكتابه من طرف الرسميين الجزائريين و صحافة العسكر و قيادة البوليساريو.
الآن نفهم لماذا يصر مدير مكتبه الإعلامي في غرناطة على تصيد انتكاسات محتملة للمغرب في مجلس الأمن و كيف أصبح خبيرا في الترويج لموقف بريطانيا و أدار الظهر لمواقف روسيا و الصين و أمريكا و فرنسا التي تغاضت عن إجتهادات بان كي مون.
الآن نفهم لماذا قضى مدير المكتب الإعلامي في غرناطة ليلة بيضاء ينتظر تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول تمديد مهمة المينيرسو، قبل أن يصاب بإنتكاسة.
الآن نفهم لماذا احتضن بوق المُحْتَضَنْالجزائري قضية زكريا المومني و كان يحقق السبق في تتبع خطواته حتى تلك التي لم تنشرها وكالة الأنباء الفرنسية و وكالة الأنباء الجزائرية.
الآن نفهم لماذا لا ينشر موقع “أمير بوست” لصاحبه الغرناطي تفاصيل ذبح الديمقراطية من الوريد إلى الوريد في الإنتخابات الرئاسية الجزائرية، و لماذا لا يكتب عن حقوق الإنسان في تندوف، الآن نفهم لماذا لا يكتب عن ربيع الديمقراطيين في الجزائر.
وفي الأخير لا نجد من يدافع عن هوس الأمير بالسلطة إلا موقعه “أمير بوست” و وكالة الأنباء الرسمية للجزائرو ربيبتها وكالة الأنباء الصحراوية.
فبشرى للأمير ولصاحبه الغرناطي على الدعم “اللامشروط” لنضاله على ظهر دبابات الجزائر وإعلامها الرسمي من أجل الديمقراطية في المغرب، وهنيئا له بالإحتضان من طرف راعي الديمقراطية في الجزائر ومحتضن الديمقراطيين في العالم الثالث فخامة الرئيس المنتخب ديمقراطيا عبد العزيز بوتفليقة.