العام الثقافي قطر-المغرب 2024: عام استثنائي من التبادل الثقافي والشراكات الاستراتيجية
دعا المشاركون في لقاء حول حرف وفنون العرعار، الذي انعقد اليوم الأربعاء بالصويرة، إلى وضع مخطط عمل واضح لحماية والنهوض بهذا القطاع، الذي ازدهر في سنوات الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، لكنه تأثر سلبا بالأزمة العالمية.
وطالب المشاركون في هذا الملتقى الإقليمي الأول حول حرفة وفنون خشب العرعار الذي نظم حول موضوع “الحرفة بين مجد الماضي وأمل المستقبل”، بأهمية جعل تحسين ظروف عيش الصانع التقليدي وإنعاش هذا القطاع أولوية في التنمية المحلية.
وفي هذا الصدد، أوضح رئيس غرفة الصناعة التقليدية بجهة مراكش آسفي السيد حسن شميس، أن فن خشب العرعار يشكل قيمة مضافة وأحد الهياكل الأساسية للمجال الاقتصادي والاجتماعي للإقليم، فضلا عن كونه يمثل موروثا قيما يجب المحافظة عليه والعمل على تثمينه ليتمكن من مواكبة التحولات السوسيو اقتصادية الوطنية والدولية.
وأعرب عن أسفه للأثر السلبي للأزمة العالمية على الجانب المتعلق بدخل الصانع التقليدي في هذا القطاع وهذه الحرفة، مشيرا الى أن غرفة الصناعة التقليدية لجهة مراكش آسفي وضعت مخططا طموحا للفترة الممتدة مابين 2016 و 2020 والهادف الى منح دينامية جديدة لهذا القطاع ودعمه حتى يستطيع العودة الى ما كان عليه من ازدهار.
ومن جهته، أكد عامل إقليم الصويرة السيد جمال مختتار أن هذا اللقاء يشكل مرحلة هامة من أجل العمل على إعطاء إجابات واضحة كفيلة بالمحافظة على هذا التراث الذي حقق إنجازات كبيرة في الماضي.
وقال إن هذه التظاهرة تسعى إلى وضع خارطة طريق يتم من خلالها تحديد الأولويات والعراقيل التي تحول دون إنعاش هذا القطاع والتي لها علاقة بالأزمة العالمية التي طالت بشكل كبير القطاع السياحي والصناعة التقليدية، مضيفا أن مهنيي القطاع مدعوون إلى التوفر على رؤية واضحة للنهوض بهذا المجال، والتي يجب تقديمها للمجلس الجهوي لمراكش آسفي خلال إعداد برنامجه الجهوي للتنمية.
ويندرج هذا اللقاء الذي نظم بمبادرة من غرفة الصناعة التقليدية لجهة مراكش آسفي والمديرية الإقليمية للصناعة التقليدية بالصويرة بشراكة مع مهنيي قطاع الحرف وفنون خشب العرعار بالصويرة، في إطار احتفالات الشعب المغربي بعيد العرش المجيد وأنشطة الأسبوع الوطني للصناعة التقليدية 2016.
وتميز هذا الملتقى بتقديم مداخلات عدد من الخبراء التي همت على الخصوص “حماية البيئة والاستعمال المعقلن للمواد الأولية” و”تقنيات وسلاسل إنتاج العرعار .. الواقع والآفاق” و” أهمية المعايير والجودة في تسويق منتوجات خشب العرعار” و”أهمية التصميم في تثمين منتوجات خشب العرعار” و” دور التعاون الدولي في النهوض والمحافظة على الحرف .. حرفة وفنون خشب العرعار كنموذج”.
وتجدر الإشارة الى أن مدينة الصويرة تتميز منذ القدم بشجر العرعار الذي ينبت بشكل كبير بالمنطقة. وقد استطاع الصانع التقليدي بامتياز، عبر الأجيال، استغلال جمالية هذا الخشب في مجال النجارة وتطعيم الخشب لخلق منتوج ذي جودة عالية.