كتب البايليون اللوح الطيني ” بليمبتون 322″ قبل حوالي 1800 عام قبل الميلاد. ويصل طوله إلى 13 سنتيمتراً. لكنه دخل في طي النسيان لفترة طويلة، حتى أعاد عالم الآثار الشهر إدغار بانكس اكتشافه في أوائل القرن التاسع عشر. وعكف الباحثون لفترة طويلة على معرفة أهمية الأعمدة الأربعة والخطوط الخمس عشرة الموجودة في اللوح. وفي عام 1945 نجح الباحث الألماني أوتو نيوغيباور في فك بعض الألغاز، إذ خلص إلى أن عمودين اثنين هما جزء مما يسمى بـ”مثلث فيثاغورس”.
وإذا ما صحت نظرية نيوغيباور، فيكون البابليون بذلك قد اكتشفوا قاعدة فيثاغورس قبل مئات السنين من العالم الإغريقي الذي سميت القاعدة على اسمه، نقلاً عن موقع هيئة الإذاعة النمساوية “أو آر إف”. رغم ذلك، فالكثير من الأسئلة لا تزال عالقة ومن بينها: ما هي الدلالة الحقيقية لخطوط اللوح؟ ولأي هدف قام البابليون بذلك المجهود لكتابة اللوح على أساس رياضي؟ وماهي دلالة الأعمدة الأخرى؟ وجد الباحثون صعوبات في حل لغز اللوح، أبرزها نظام الحساب الذي كان البابليون يتبعونه. فبعكس ما هو عليه الحال اليوم، لم يكن البابليون يتبعون النظام العشري في الحساب، وهو يعتمد على الأصابع وعملي، بحسب “أو أر إف”.
وبدلاً منه، استخدم البابليون النظام الستيني. ورغم أنه يبدو معقداً، إلا أنه ليس كذلك بالفعل ولا نزال نستخدمه إلى يومنا هذا في حساب الوقت، مثلاً. واكتشف الباحثون أن “بليمبتون 322” يصف أشكال المثلثات ذات الزاوية اليمنى باستخدام نوع جديد من حساب المثلثات على أساس النسب وليس الزوايا والدوائر. ويضيف الباحثون أن اللوح يحتوي على أدق وأقدم الجداول المثلثية.