سنة 2024: التزام قوي ودور فاعل للمغرب داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي
أكدت الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، خلال افتتاح الدورة الرفيعة المستوى ليوم التربية لكوب 23، أن الملك محمد السادس دأب، منذ اعتلائه العرش، على وضع حماية البيئة في قلب تنمية المملكة.
وأكدت الأميرة في خطاب ألقته بهذه المناسبة، أن سنة 2011 شهدت تجاوز مرحلة حاسمة تتعلق بالحق الذي كرسه الدستور في بيئة سليمة وتنمية مستدامة.
وبعد ذلك، تضيف الأميرة ، جاء قانون إطار، تجسد في الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، يروم تحديد الأهداف الأساسية لعمل الدولة في هذا الميدان، حيث تم إدماج ثقافة حماية البيئة في مقررات التعليم والتكوين.
وأبرزت الأميرة للا حسناء أن القضايا البيئية عامة وتلك المتعلقة بالمناخ خاصة، تعتبر من بين أولويات عمل المملكة والتزاماتها داخل الإطار متعدد الأطراف، مذكرة بأن المغرب، بصفته رئيسا لمؤتمر المناخ (كوب 22) عمل بكل حزم على تعزيز وتوطيد الدينامية التي تم إطلاقها عقب إبرام اتفاقية باريس.
وهكذا، تضيف الأميرة، وكما أكد إعلان مراكش الذي تمخض عن أشغال هذا المؤتمر، فإن هذا الأخير قد شكل “نقطة تحول هامة” فيما يخص الانتقال من الالتزامات إلى التفعيل. وقد أكدت الدول الأطراف بهذه المناسبة “عزمها على إعطاء الأمل والفرص للأجيال الصاعدة” مشيرة إلى أن اليوم المخصص للتربية في هذا المؤتمر لحظة قوية جسدت مدى تعبئة الشباب وروح المسؤولية التي يتحلون بها في مجال حماية البيئة.
وأكدت أن أيام التربية للكوب تمثل ” مجالا متميزا لتبادل تجاربنا ومناهجنا التربوية المتعلقة بالاحتباس الحراري في الكرة الأرضية “. ف”إذا كنا لا نحتاج إلى التأكيد على الطبيعة الحاسمة التي تكتسيها التربية على النمو المستدام في مواجهة تحدي المناخ، وما دام هناك إجماع حول هذا الموضوع، فمن الضروري تبادل وتقاسم رؤانا بانتظام قصد إغنائها” تقول صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء التي أبرزت بهذه المناسبة المبادرات التي قامت بها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة والتي تشكل تربية المواطنين و تحسيسهم بشأن البيئة مبرر وجودها، مشيرة إلى أن ” العنصر التربوي حاضر في شتى أعمال المؤسسة “.
وشددت الأميرة على أن الأجيال الصاعدة شكلت منذ البداية هدفا مميزا للمؤسسة، مضيفة أنه وبتعاون مع وزارة التربية الوطنية، ” استطعنا تطبيق برنامجين لمؤسسة التثقيف البيئي في المغرب، وهما: “المدارس الإيكولوجية” و” الصحفيون الشباب من أجل البيئة”، مذكرة بأنه في 2017، تم إغناء برنامج “المدارس الإيكولوجية”، بخلق مجموعة موضوعاتية جديدة تهتم خصوصا بالتغيرات المناخية.
وأبرزت الأميرة للا حسناء أنه وبعد مرور ستة عشر سنة من العمل الدؤوب في مجال التحسيس والتربية على البيئة، خلصت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة إلى استنتاجين رئيسيين، مؤكدة في المقام الأول، أنه بدعم من منظمات دولية بارزة من قبيل اليونسكو، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، وأمانة الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، انخرطت المؤسسة في عملها الريادي داخل مجتمع لم يكن لدى أفراده منذ البداية، إلمام بمفهوم حماية البيئة. أما اليوم تضيف سمو الأميرة، فما من تصريح أو عمل إلا ويأخذ بعين الاعتبار البعد البيئي للقضايا المطروحة. ” إنها أولى ثمار عمل المؤسسة التي نعتز بها ونعتبرها مبعثا للرضا والارتياح بالنسبة لنا” تقول سموها.
وأكدت سمو الأميرة في المقام الثاني، أن النتائج التي حققتها المؤسسة تظل غير كافية قياسا بحجم التحدي المطروح، مشيرة إلى أنه إذا كانت دينامية التحسيس بقضايا البيئة تتقدم بخطى حثيثة في المغرب، إلا أنها لا تشمل كافة المواطنين بالمملكة، بغض النظر عن فئاتهم العمرية ومحل سكناهم ووضعهم الاجتماعي.
وقالت إن هذا الاستنتاج يتسم بأنه أكثر احترازا مقارنة بسابقه، ” فهو يعيد إلى أذهاننا حقيقة مفادها بأنه ثمة حاجة إلى بذل المزيد من الجهود في مجال التربية على البيئة، في المغرب كما في بلدان أخرى”.
وأكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء أنها تؤيد تماما ما جاء في إحدى أبرز خلاصات التقرير العالمي لسنة 2016 لرصد التعليم، المعنون “التعليم من أجل الناس والكوكب”، والذي جرى تقديمه أثناء الدورة 22 من مؤتمر الدول الأطراف (كوب 22) المنعقد بمراكش، مشيرة إلى أن التربية تضطلع أكثر من أي وقت مضى بدور محوري في هذا الصدد، إذ يعود الفضل لها في تطوير الكفاءات وبلورة المواقف والسلوكيات اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة.
علاوة على ذلك، تضيف الأميرة، ينبغي للتربية أن تتيح للجميع اكتساب مقومات الثقافة البيئية، بما يسهم في إذكاء الوعي لدى كل فرد بالآثار البيئية التي قد تترتب عن تصرفاته اليومية وقراراته المستقبلية. “وهكذا، سنساهم في قلب المنحى المدمر لظاهرة الاحتباس الحراري” تقول الأميرة.
وشددت على أن مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة عاقدة العزم على تسريع وتعميق الجهود التي تبذلها في مجال التربية والتنمية المستدامة، سواء على مستوى المملكة المغربية أو القارة الإفريقية التي ننتمي إليها.
وفي هذا السياق، تضيف الأميرة للا حسناء، ستبادر كل من أمانة الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة أثناء انعقاد الدورة 23 من مؤتمر الأطراف (كوب 23)، إلى تمتين أواصر التعاون بينهما من أجل تنفيذ أحكام المادة 6 من الاتفاقية المذكورة، والمتعلقة بالتربية والتكوين وتوعية الجمهور و تسهيل ولوجه للمعلومة.
وفي خطابها، نوهت الأميرة للا حسناء برئاسة دولة فيجي بالنظر إلى “مفهوم ‘طلانوا’ الرائع الذي وضعت في إطاره أشغال هذا المؤتمر، معربة عن أملها في أن يترك هذا المفهوم بصمة لا تنمحي على المفاوضات الدولية حول المناخ وأن تصبح نموذجا بدون منازع للحوار من أجل جميع الأملاك الجماعية.
كما نوهت الأميرة للا حسناء بمبادرات باتريسيا إسبينوزا، السكرتيرة التنفيذية للاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية ” التي تبذل قصارى جهدها لتحقيق التزام الدول التي تناضل من أجل مواجهة التغيرات المناخية وتوطيده “.