ذكرى ميلاد الأميرة للاحسناء: مناسبة لإبراز انخراط سموها الموصول في قضايا المحافظة على البيئة
— إعداد: كوثر كريفي — (و م ع)
الرباط – لحظات حقيقية من البهجة والسرور عاشها جمهور مهرجان “موازين.. إيقاعات العالم”، مساء اليوم الأحد بالفضاء الأثري شالة بالرباط، خلال حفل جد متميز لفرقة “شي كويوخ” التركية، حيث استمتع عشاق الموسيقى بأغانيها الجميلة وإيقاعاتها الاحتفالية القوية التي تنهل من التراث الموسيقي التركي الأصيل.
وبأداء رائع يكشف عن موهبتها الفذه، قدمت فرقة “شي كويوخ” التي استقبلها الجمهور بتصفيق حار، أمسية فنية رائعة، وذلك في إطار الدورة الـ 18 للمهرجان (21-29 يونيو)، حيث جمعت كل الأجيال العاشقة للموسيقى، كما تقاطعت خلالها إيقاعات مختلفة، وتلاقت وانصهرت أيضا ببعضها البعض.
وبعد أن عبر الخماسي “شي كويوخ” عن سعادته بلقاء جمهور موازين، استأذن الحضور بمرافقته في رحلة موسيقية إلى مناطق مختلفة من العالم لاكتشاف تراثها، مهديا إياه باقة من أجمل أغانيه بأسلوبه الخاص وهويته الفنية المتفردة، بدءا بأغنية من التراث التركي، قبل أن تتوالى القطع الرومانسية كأغنية “الوسيم” وأغنية أخرى بعنوان “الخيول”.
وقدمت الفرقة خلال فقرات الحفل مزيجا من الموسيقى والأغاني الشعبية التراثية التي تتناول، أيضا، مواضيع مستلهمة من الحياة اليومية، بكل براعة وباحترافية عالية.
ولموسيقى هذه الفرقة أسلوب خاص يخاطب إحساس المتلقي مباشرة، فقد نجح العازفون في تقديم مقطوعات مشبعة بالخصوصية، وانسابت الموسيقى بتناغم عبر مختلف الآلات، وكلما قدموا مقطوعة جديدة تضاعف تفاعل الجمهور معهم.
ويتكون الخماسي “شي كويوخ” من المغنية الرئيسية للفرقة سيديم أصلان، التي تعد هذه الأمسية الفنية ثاني حفل لها بالمغرب، ويضم أيضا كلا من سوسي إيفانز على الكلارينيت ومات بيكون على الجيتار، وزيفوراد نيكوليتش على الأكورديون، وكريستينا بورجنستيرنا على الإيقاع.
وتميزت نجمة الفرقة سيديم أصلان بحضورها المتميز على المنصة وأبانت بالخصوص عن سعة طاقتها الصوتية وقدرتها على الانتقال بسلاسة ومرونة بين مختلف النوطات الموسيقية.
وبدت الفنانة سيديم، متألقة وهي تؤدي أغانيها، حيث أبهرت قدراتها الصوتية الاستثنائية الجمهور وكانت بين الفينة والأخرى تحثه على التفاعل والاحتفال برفقتها، فكان لا يتردد في مشاركتها الغناء.
لكن أقوى لحظات هذا الحفل الاستثنائي التي شكلت لحظة فرح بامتياز تمثلت في نزول المغنية سيديم أصلان من على المنصة لتشارك الجمهور الرقص على إيقاعات الموسيقى التركية.
وبذلك، تكون كل مكونات الحفل، التي أعدت بمهارة وإتقان، قد اجتمعت لإمتاع الجمهور الحاضر من غناء وموسيقى ورقص.
ومكنت هذه الأمسية الفنية فرقة “شي كويوخ” على مدى ساعتين من الاحتفال، من استعراض مواهبها المتعددة، مؤكدة أنها تتحدث لغة كونية، هي لغة الموسيقى التي تجمع الشعوب بدون اعتبار لاختلافاتها الثقافية.
وحرصت الفرقة منذ بداية الحفل على أن يكون لقاؤها اليوم مع جمهور موازين ليلة خالدة في الذاكرة بفضل السعادة التي صنعتها طيلة الأمسية الفنية، والتي عكست تجربتها الفنية وقدرتها على استلهام تعابير ومفردات الموروث في أعمال موسيقية حديثة تتميز بالابتكار والتجديد.
ويبرهن إقبال جمهور موازين على منصة شالة، مرة أخرى، على جاذبيتها الاستثنائية وروابط الوفاء التي تجمعها بعشاق الموسيقى العالمية.
وحول موضوع “من بيناريس إلى خيريز”، سيكون الجمهور طيلة أيام المهرجان مدعوا بالموقع الأثري شالة، المصنف من طرف اليونسكو تراثا عالميا، إلى سلسلة من الحفلات الموسيقية المتميزة.
ويبرهن مهرجان موازين، سنة بعد سنة، عن مكانته كواحد من أبرز المهرجانات العالمية بفضل جودة برمجته ومشاركة ألمع الفنانين من مختلف مناطق العالم والتزامه بجعل الفن والثقافة في متناول الجميع.