أصرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، الخميس 27 يونيو الجاري، على الترويج لكلام واحاديث شائعة، قالت عنها إنها تحقيق صحفي أنجزته إحدى مراسلاتها.
مراسلة”الغارديان” اعادت كتابة ما كان تحدث عنه المحامي البريطاني رودني ديكسون، قبل حوالي شهر، حين كان عمم بدوره سيناريوهات شاذة في ما يخص قضية ذات وقائع واضحة معروضة أمام القضاء المغربي. ويتعلق الأمر بقضية الصحفي توفيق بوعشرين، المدان إبتدائيا ب12 سنة سجنا نافذا بسبب أفعال لا علاقة لها بقضايا النشر والصحافة وحرية التعبير والرأي.
ورأى المحامي البريطاني، أن يجعل من توفيق بوعشرين “كليما للموتى”، حين راسل (أي رودني ديكسون) المقررة الأممية “أغنيس كالامارد” في قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، طالبا منها الاطلاع على اتصالات جرت بين خاشقجي وبوعشرين.وكررت “الغارديان” في ما اسمته “تحقيقا” ما سبق لمحامي بوعشرين، البريطاني ديكسون أن روج له، بكون خاشقجي حذر بوعشرين من “خطر القتل الذي يمكن أن يلحقه إذا سافر للمملكة العربية السعودية أو حتى في الرباط”، وأن السلطات المغربية كانت توصلت بمراسلة من نظيرتها السعود، وأن المغرب طمأن السعودية بأنها تعرف كيف ستسكت بوعشرين!
من سمع أو قرأ مثل هذا الكلام، سيكاد يصدق أن الرباط إمارة من امارات السعودية. فما سر اصرار محامي بريطاني، مستعد لفعل أي شيء وقول أي شيء من أجل الطعن في قضاء دول بعينها! وما سر اعتماد صحيفة الغارديان على أحاديث محامي من بلدها، وتروح لها على أساس أنها “تحقيق صحافي مدو”؟!
لماذا لم تلتفت “الغارديان” في “تحقيقها” إلى حقوق الضحايا والمشتكيات في قضية بوعشرين؟ ولماذا لم تشر إلى رسالة التضامن والتعاطف، التي وجهها فريق العمل حول الاعتقال التعسفي إلى الضحايا، وأكدت فيها احترام فريق العمل للقضاء المغربي، وبكونه الكفيل بالحسم في هذه القضية الأخلاقية.