ضرب المتظاهرون في الجزائر موعدا جديدا الجمعة، ، للمطالبة بـ”استقلال جديد” في الذكرى الـ65 لاندلاع حرب التحرير ضد الاحتلال الفرنسي، ورحيل النظام الحاكم ورفض المشاركة في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 12 ديسمبر/كانون الأول. حيث ملأت حشود غفيرة شوارع وسط العاصمة، جاءت من مختلف أنحاء البلاد.
وفي غياب إحصاء رسمي لعدد المتظاهرين وصعوبة تقديره، تذكر هذه المظاهرة بأيام الحراك في أسابيعه الأولى عندما بدأ في 22 شباط/فبراير الماضي.
وامتلأت بالمتظاهرين شوارع ديدوش مراد وعبد الكريم الخطابي وباستور وحسيبة بن بوعلي وعميروش وخميستي وكل الساحات المجاورة لها، مباشرة بعد صلاة الجمعة، وهو وقت الذروة بالنسبة للمظاهرة كل أسبوع منذ تسعة أشهر.
وهتف المتظاهرون بصوت واحد “بعتو البلد يا خونة” “و “الاستقلال.. الاستقلال” في وجه النظام الحاكم منذ استقلال البلاد في 1962.
“الاستقلال ..الاستقلال”
وبدأ المتظاهرون في التجمع ليل الخميس في وسط العاصمة وهم يهتفون “الاستقلال…الاستقلال” قبل أن تفرقهم قوات الشرطة التي أوقفت العديد منهم، بحسب موقع صحيفة “الوطن” الناطقة بالفرنسية.
واستيقظت العاصمة على انتشار أمني كثيف بشاحنات احتلت كل المحاور والساحات الرئيسية مثل ساحات “أول ماي” و”موريس أودان” و”الربيرد المركزي”، وعلى طول شارع “ديدوش مراد”.
وقام عناصر أمن بالزي المدني بتفتيش حقائب المارة المبكرين ومراقبة هوياتهم في شارع حسيبة بن بوعلي، بوسط العاصمة. وشددت قوات الأمن إجراءات المراقبة في الحواجز الأمنية على الطرق المؤدية إلى الجزائر العاصمة منذ مساء الخميس، ما تسبب في اختناقات مرورية امتدت لعدة كيلومترات كما في تيبازة غربا والبليدة جنوبا، بحسب مراسل وكالة الأنباء الفرنسية.
“الفاتح نوفمبر.. يوم الزحف الأكبر”
وانتشرت منذ أيام عبر مواقع التواصل الاجتماعي نداءات للتظاهر مثل “# حراك 1 نوفمبر” أو “# لنغزو العاصمة” الجزائر حيث تجري أهم التظاهرات كل يوم جمعة منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية ضد النظام في 22 شباط/فبراير.
ونشرت صفحة “حراك 22 فبراير” على فيس بوك لافتة إلكترونية كتب عليها “الفاتح نوفمبر.. يوم الزحف الأكبر”.
واندلعت “ثورة التحرير” أي حرب الاستقلال الجزائرية في الساعة الصفر من ليل الأول من تشرين الثاني/نوفمبر بقيادة جبهة التحرير الوطني، بعمليات عسكرية شملت في نفس الوقت كل أرجاء البلاد.
وأصبح هذا التاريخ مناسبة وطنية يتم الاحتفال بها بشكل رسمي منذ الاستقلال وهي عطلة مدفوعة الأجر.
واندلعت الحركة الاحتجاجية بعد ترشيح الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة رغم مرضه الذي أفقده القدرة على الحركة والكلام. ورغم دفعه لعدم الترشح ثم الاستقالة في 2 نيسان/أبريل، لم تتراجع الاحتجاجات واستمرت لتطالب برحيل كل رموز النظام الحاكم منذ 1962.
ويرفض المحتجون الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 كانون الأول/ديسمبر لاختيار خلف لبوتفليقة، لأنها في نظرهم ليست سوى استمرارا لنفس النظام.
فرانس24/ أ ف ب