بكين – وقع المتحف الوطني للصين والمؤسسة الوطنية للمتاحف بالمغرب، أمس الجمعة ببكين، على اتفاقيتي تعاون تهدفان إلى تعزيز التعاون والتبادلات الثقافية بين المغرب والصين، وإقامة معارض وذلك في إطار تنظيم السنة السياحية والثقافية 2020 بكلا البلدين.
ووقع على هاتين الاتفاقيتين، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، السيد مهدي قطبي، ومدير المتحف الوطني للصين، السيد وانغ شونفا.
وبموجب مذكرة التفاهم الأولى اتفق المتحف الوطني للصين والمؤسسة الوطنية للمتاحف بالمغرب على تعزيز التبادلات الثقافية بين المغرب والصين وإرساء علاقة ودية وتعاونية على المدى الطويل في ميادين صيانة المتاحف وترميمها، وتنظيم المعارض وتقاسم المعلومات، وكذا الترويج للمتاحف وتدبيرها في إطار برامج لتبادل التكوينات والبحوث لفائدة مهنيي المتاحف.
كما تنص المذكرة التي تمتد على مدى خمس سنوات، على تبادل المؤسستين سنويا للمنشورات الصادرة عنهما وخاصة منها الدوريات ودعائم أخرى أكاديمية.
أما الاتفاقية الثانية، فتهم تنظيم المتحف الوطني للصين لمعرض في بكين بعنوان “ألوان البلد البعيد – كنوز المغرب” في الفترة من 28 فبراير إلى 31 ماي 2020، والذي سيعرض 102 من الأعمال والقطع والتحف المغربية.
كما تنص الاتفاقية على تنظيم المتحف الوطني للصين معرضا في المغرب في 2020.
وفي هذا الصدد، صرح السيد قطبي، للصحافة، عقب حفل التوقيع، أن “المتحف الوطني بالصين الذي يعد أحد أكبر المتاحف العالمية سيعرض تراثنا، وثراءنا وتنوع ثقافاتنا” من خلال معرض “ألوان البلد البعيد – كنوز المغرب” الذي سيستضيفه.
وأضاف أن الأمر يتعلق بحدث كبير وفرصة مهمة سنعمل من خلالها على تقديم المغرب للصينيين بكل ثرائه وبتنوعه.
وحسب السيد قطبي، فإن هذه التظاهرة الثقافية والفنية ستتيح للجمهور الصيني فرصة اكتشاف عدة قطع من الحلي الأمازيغية مستقدمة من المجموعة الشخصية لجلالة الملك والتي وضعت رهن إشارة هذا الحدث لعرضها لأول مرة.
وذكر أنه بفضل الدعم الذي يقدمه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الثقافة والمتاحف، أصبح المغرب يتوفر حاليا على متاحف في كافة أنحاء البلاد، لافتا إلى أن المغرب أضحى مثالا يحتذى في إفريقيا وبلدان أخرى في هذا المجال، وهو ما تعكسه المعارض الكبرى التي احتضنها وخاصة منها بينالي للفن المعاصر، الذي استقطب أكثر من 140 ألف زائر.
وتطرق رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف في هذا الإطار إلى افتتاح المتحف الوطني للتصوير الفوتوغرافي قبل أيام في الرباط، وكذا الافتتاح المقبل لمتحف تطوان ومتحف مكناس للموسيقى.
ومن جهته، ذكر مدير المتحف الوطني للصين بأن العلاقات بين المغرب والصين متميزة تاريخيا وحضاريا، وأن حدث تنظيم السنة الثقافية والسياحية للمغرب في الصين وتظاهرة أخرى مماثلة للصين في المغرب، سيشجع ويدعم العلاقات في المجال الثقافي بين البلدين.
وأشار إلى أن المتحف، باعتباره نافذة ومنصة للعرض والتفاعل الثقافي، يعتبر فضاء مهما للنهوض بالتبادلات الشعبية بين البلدين وجزءا مهما من الصناعة السياحية في كلا البلدين.
وأبرز السيد شونفا أن هذا المعرض سيقدم للزوار الصينيين التراث الثقافي الغني والمتنوع للمغرب وعاداته وتقاليده، ومعروضات تتضمن ملابس، وحلي، وعطور، وزرابي، وقطع برونزية وأدوات للديكورات.
وأضاف أن هذه المعروضات ستأتي من 6 متاحف تابعة للمؤسسة الوطنية للمتاحف بالمغرب، من قبيل المتحف الوطني للنسيج والزرابي في مراكش، ومتحف التاريخ والحضارة في الرباط ، ومتحف الأوداية بالرباط، بالإضافة إلى عرض لمجموعة ملكية خاصة من الحلي الأمازيغية.
وذكر أن المتحف الوطني للصين سينظم من جهته معرضا للتحف الثقافية بالمتحف الوطني للرباط في أكتوبر من السنة الجارية.
وتم التوقيع على هاتين الاتفاقتين على هامش تدشين الخطوط الملكية المغربية أولى رحلاتها الجوية المباشرة بين الدار البيضاء وبكين، بحضور الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية، السيد عبد الحميد عدو، والمدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، السيد عادل الفقير، والمدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء، السيد خليل الهاشمي الإدريسي، والمدير العام للقناة الثانية السيد سليم الشيخ، وسفير المغرب لدى بكين السيد عزيز مكوار.