أصدرت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، قطاع التربية الوطنية، الدليل البيداغوجي للتعليم الأولي.
وحسب بلاغ للوزارة، يندرج إصدار هذا الدليل في إطار تفعيل مقتضيات القانون الإطار رقم 51.17 المتعلقة بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، وكذا الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015 – 2030، كما يأتي تنزيلا للبرنامج الوطني لتعميم وتطوير التعليم الأولي، الذي أعطى جلالة الملك محمد السادس انطلاقته يوم 18 يوليوز 2018.
وأوضح البلاغ أن الرؤية الاستراتيجية تنص في الرافعة الثانية على أن التعليم الأولي يعد القاعدة الأساس لكل إصلاح تربوي مبني على الجودة وتكافؤ الفرص والمساواة والإنصاف، وتيسير النجاح في المسار الدراسي والتكويني، وذلك بتمكين جميع الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين 4 و6 سنوات من ولوجه.
ويأتي هذا الدليل، حسب الوزارة، كدعامة تربوية تعزز فهم وتطبيق الإطار المنهاجي من لدن الفاعلين التربويين في الميدان وبالخصوص المربيات والمربين. وهو بذلك يشكل لهم وثيقة عملية ومنهجية تقدم صيغ العمل التي يمكن الاستئناس بها عند الحاجة. كما يعتبر وثيقة وسيطة بين الإطار المنهاجي والمجموعات التربوية التي تصدرها دور النشر والفرق التربوية والتي تخضع لتقويم ومصادقة الوزارة.
ويتضمن الدليل البيداغوجي أربعة أجزاء متكاملة في ما بينها، تنهل كلها من الفلسفة العامة للإطار المنهاجي التي تسعى إلى إرساء هوية متميزة لمرحلة التعليم الأولي وتجعل منه طورا تعليميا يركز بالدرجة الأولى على نمو شخصية الطفل وإعدادها لمرحلة التعليم الابتدائي، حيث يبسط الجزء الأول مكونات الإطار المنهاجي والمنطق البيداغوجي الذي تحكّم في بنائها، مع تقديم نماذج لبطاقات بيداغوجية مؤجرأة للنموذج البيداغوجي القائم على تكامل الأنشطة وانسجامها.
ويتناول الجزء الثاني الألعاب التربوية والرقمية، على اعتبارها قاعدة مشتركة بين مختلف الأنشطة التربوية المنجزة مع الأطفال بغض النظر عن المجال التعلمي المعني.
أما الجزء الثالث، فيتناول وسائل العمل في ارتباطها بالمشاريع الموضوعاتية، وذلك باعتبارها مجالا يتوقف عليه إنجاز كل الأنشطة المبرمجة وبمشاركة جميع الأطفال على اختلاف أساليبهم المعرفية، فيما يتطرق الجزء الرابع والأخير إلى التربية الصحية في بنيات التعليم الأولي لإبراز أهداف الممارسة التربوية في هذا الطور التعليمي الهام، والتي تراعي نمو الطفل الجسمي والنفسي والعقلي والاجتماعي وتجعل التعلم الجيد يزاوج بين الاكتساب المعرفي والعادات الصحية والسلوكيات السليمة، بما يضمن في النهاية للطفل عيشا آمنا وكريما وتوازنا جسميا ونفسيا وعقليا واجتماعيا.
وأشارت الوزارة إلى أنه يمكن للفاعلين التربويين والمربيين والمربيات تحميل الدليل عبر موقعها الرسمي.