فيضانات إسبانيا: مسؤول إسباني يشيد بكرم وتضامن الملك محمد السادس
إعداد: عماد أوحقي/و م ع
الرباط – بالرغم من التطور التكنولوجي وما يحمله من إيجابيات، والتقدم العمراني الملحوظ والتغير السريع لأنماط حياة المجتمعات في الأعوام الأخيرة، لا يزال منهج الإسعاف، باعتباره أحد الأعراف الاجتماعية والسلوكيات المهنية الراسخة، يشكل ثورة فكرية في مجال إنقاذ الأرواح، ونقلة نوعية في عالم طب الاستعجالات كافة.
ومع تسارع وتيرة الكوارث الطبيعية خلال السنوات الأخيرة من زلازل مدمرة وفيضانات طوفانية وحرائق للغابات لم يشهد العالم لها مثيلا، بدأ ناقوس الخطر يدق، ما جعل العاملين بمجال الإسعاف، مطالبين أكثر من أي وقت مضى بمواكبة هذه التطورات المتسارعة بما تحمل تحديات جمة.
وحيث إن أجهزة الإسعاف المختلفة تقع في المجمل داخل نطاق الحماية المدنية، فإن المجتمع الدولي، لاسيما المملكة المغربية، قد خصص فاتح مارس من كل سنة لتخليد اليوم العالمي للحماية المدنية، وجعله مناسبة لإبراز دور الإسعاف الفردي وأهميته في الحياة اليومية.
وبقرار من الجمعية العامة، اختير لليوم العالمي للحماية المدنية لهذه السنة شعار “مسعف لكل بيت”، إيمانا منها بأن عملية إسعاف أي شخص تبدأ في واقع الأمر بطلب النجدة قبل وصول الأجهزة المختصة، مما يتطلب جاهزية فرد من أفراد الأسرة على الأقل، وإلمامه بمفاهيم الإسعافات الأولية حتى يتمكن من التعامل مع حالات الطوارئ الناتجة عن الحوادث اليومية.
وفي هذا الصدد، أبرز الأمين العام للمنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني، بلقاسم الكتروسي، في رسالة وجهها للمجتمع الدولي بهذه المناسبة، أن دور المنظمة الدولية للحماية المدنية يكمن في دعم وتنسيق الجهود الدولة لتثقيف وتدريب وتجهيز الأفراد المدنيين ليكونوا خير سند للمهنيين.
وأشار إلى أن العدید من الدول باشرت تدريب آلاف المدنيين، فضلا عن إبداع برامج تثقيفية وتوعوية بغرض تأهيل مسعف واحد على الأقل لكل بيت، معتبرا ذلك أداة أمان ونتيجة طبيعية لمتطلبات القرن 21 ، وحافزا كبيرا لتشجيع المواطن ليكون جزءا لا يتجزأ من المنظومة الوطنية للوقاية و مجابهة الحوادث والكوارت كافة.
ودعا السيد الكتروسي، بهذه المناسبة، جميع الدول إلى تكثيف الحملات الوطنية للرفع من مستوى الوعي والتأهيل لدى المواطنين في مجال الإسعاف، وتشجيع التدريبات الخاصة بالإسعافات الأولية، کخطوة للتعبير عن التضامن الحقيقي وعن المواطنة الصادقة.
وتفاعلا منها مع هذه المستجدات الدولية، أعلنت المملكة المغربية، من خلال المديرية العامة للوقاية المدنية، عن تنظيم “الأبواب المفتوحة”، يومي فاتح و ثاني مارس المقبل، على مستوى وحدات الوقاية المدنية بالمملكة، وذلك بهدف النهوض بمبادرات تدخل مصالح الوقاية المدنية في مجال الإغاثة والإنقاذ.
وتهدف هذه الأيام إلى تعريف الجمهور العريض بمهام الحماية المدنية والتحسيس بالإسعافات الأولية والمسؤولية المواطنة، وذلك عبر برنامج يتضمن عرض اللوجستيك والمعدات المستخدمة في حالات الطوارئ، وتنظيم عروض لتدخلات الإنقاذ وإطفاء الحرائق، وتقديم ورشات حول الإسعافات الأولية.
ووعيا منها بأهمية تحسيس عامة الناس وخاصة الأطفال بمخاطر الحياة اليومية، تعمل المديرية على عرض أفلام وثائقية وتوزيع منشورات ومطويات إخبارية لبث ثقافة المخاطر لدى المواطنين وتشجيعهم على الانخراط أكثر في حماية سلامتهم الشخصية، كما تفتح الإدارة العامة للوقاية المدنية أبواب وحداتها الإقليمية للعموم بمختلف مناطق المملكة من أجل تحسيسهم بالإسعافات الأولية الواجب اتخاذها للتعامل مع حالات الطوارئ المختلفة.
وتأتي هذه الجهود المبذولة من طرف المغرب في إطار انخراطه التام في جهود المجتمع الدولي بإشراك المواطن في استراتيجية الوقاية والاستجابة للحوادث والكوارث بالنظر إلى كونه الحلقة الأولى في عمليات الإغاثة، لاسيما وأن حوادث السير وتلك المرتبطة بالحياة اليومية (سقوط، حروق، صعقات الكهرباء، غرق، تسمم، وحوادث أخرى)، ، تحصد، للأسف، آلاف الضحايا كل سنة.
ولا يمكن لليوم العالمي للحماية المدنية أن يمر دون الإشادة بالدور البطولي والجبار الذي يضطلع به رجال الوقاية المدنية في سبيل حماية الأرواح والممتلكات، واستذكار ضحايا الواجب من ضباط وأفراد ومنتسبي الحماية المدنية والدفاع المدني والمصابين أيضا، الذين كان لهم الفضل الكبير في حفظ أمن وسلامة المواطن.