يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
نظمت جمعية (كيش شباب)، أمس الخميس بمراكش، جولة على متن العربات السياحية المجرورة بالخيول انطلاقا من ساحة جامع الفنا نحو حي كليز، من أجل التحسيس بأهمية عودة الحياة إلى طبيعتها بالحاضرة الحمراء، وكذا المساهمة في الإقلاع السياحي.
وعرفت هذه المبادرة المواطنة، الرامية إلى “ضخ دماء جديدة في شريان المدينة وتشجيع السياح الأجانب والمغاربة على زيارتها من جديد والاستمتاع بجمالها وسحرها”، مع “الامتثال للتدابير الحاجزية من قبيل وضع الكمامات الواقية وغسل اليدين وضمان التباعد الجسدي”، مشاركة نحو خمسين متطوعا من أعضاء الجمعية ومن تجار ومسيري “رياضات”، إضافة إلى أجانب مقيمين بمراكش.
وحرص المنظمون على اختيار العربات المجرورة بالخيول، والتي أضحى استعمالها جزء لا يتجزأ من النشاط السياحي بمراكش، للتأكيد على أن الحياة دب ت من جديد في المدينة.
ومن خلال هذا الفعل الاجتماعي، يتوخى المنظمون إلى إعادة اكتشاف متعة التنقل على متن هذه العربات في مراكش، وإدخال السرور والحبور، ودعم العاملين في هذه العربات، واستعادة المدينة لديناميتها وحياتها الطبيعية، ولساكنتها دعابتها المتفردة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال صلاح الدين نصير، عضو الجمعية المنظمة، إن هذه المبادرة أثبتت أن ساكنة مراكش -لا سيما الشباب والمجتمع المدني- ينخرطان بقوة إلى جانب السلطات المحلية في جميع الجهود والمبادرات التي تهدف إلى المساهمة في الإقلاع السياحي.
وأوضح أن النشاط السياحي، باعتباره القطاع الاقتصادي الأول الذي يوفر فرص الشغل المباشرة وغير المباشرة والمصدر الرئيسي لدخل الساكنة، تأثر كثيرا من تبعات (كوفيد-19)، مشيرا إلى أنه إضافة إلى المؤسسات الفندقية، فإن فئة كبيرة من المهنيين فقدت عملها ومورد رزقها الوحيد الذي يرتبط أساسا بالقطاع السياحي، ومن ضمنهم العاملون في هذه العربات.
وأبدى نصير أسفه لكون هذه الوضعية أثرت بشكل كبير على نفسية ومعنويات المراكشيين، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى “بث الأمل في نفوس الساكنة من أجل عودة سريعة للنشاط السياحي”.
وشدد على أن الأمر يتعلق أيضا بدعم ومساندة العاملين في هذه العربات خلال هذه الظرفية الاستثنائية، وإشاعة صورة مغايرة لتلك التي يجري تسويقها عن جامع الفنا على مواقع التواصل الاجتماعي. وأشار إلى أن ساحة جامع الفنا ستظل دوما، وبالرغم من كل الظروف، فضاء ومصدرا للفرح بمراكش، معربا عن أمله في أن يستعيد القطاع السياحي حيويته في أمد قريب.
يذكر أن (كيش شباب) هي جمعية تضم شبانا مراكشيين يرغبون في مساعدة فئة الشباب وجعلهم فاعلين رئيسيين في مدينتهم، وفي نفس الوقت مساهمين في تنمية ورفاه بلدهم. وتنشط هذه الجمعية في مجال إدماج الشباب وإيلائهم المكانة التي يستحقونها بغية تشجيع العيش المشترك ومساعدة الشباب على البروز والانطلاق، للمساهمة في إشعاع مدينتهم.
كما تروم منح الشباب فرصة التعبير والتأثير في القرارات وتشجيع الحياة الثفافية وإبراز الشباب الموهوب، إضافة إلى حماية البيئة ونبذ الميز العنصري والإقصاء والعنف، وتشجيع الإخاء من خلال شعار “انفتاح ومواطنة وتقدم”.