سنة 2024: التزام قوي ودور فاعل للمغرب داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي
جوهانسبورغ – أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج السيد ناصر بوريطة أن نتائج الحوار الليبي الذي عقد مؤخرا في بوزنيقة بالمغرب، تمثل خطوة مهمة من شأنها أن تحول الجمود الذي دام عدة سنوات إلى زخم حقيقي.
وقال السيد بوريطة في حوار نشره اليوم الأربعاء، معهد الدراسات الأمنية ، ومقره بريتوريا ، عاصمة جنوب إفريقيا، إن “الخطوة الكبيرة إلى الأمام في محادثات بوزنيقة تمثلت في رغبة والتزام الليبيين بالجلوس معا ومناقشة سبل الخروج من المأزق السياسي الحالي”.
وأضاف الوزير أن “الانجاز الاضافي هو شكل هذه المحادثات لانها كانت مناسبة وبقيادة ليبية” ، مشيرا الى ان المباحثات جرت بين ممثلي مؤسسات تستمد شرعيتها من اتفاق الصخيرات لعام 2015 ، والذي يظل إطار عمل ليبيًا صالحًا يمكن لممثلي البلاد تحديثه وتكييفه وتعديله.
وأعرب عن ارتياحه لتوصل وفدي مجلس الدولة الليبي وبرلمان طبرق للمرة الأولى، في ختام مباحثات بوزنيقة، إلى اتفاق شامل حول المعايير والآليات الشفافة والموضوعية لشغل المناصب السيادية.
وفضلا عن ذلك ، يضيف السيد بوريطة، اتفق الوفدان الليبيان على مواصلة هذا الحوار واستئناف الاجتماعات من أجل استكمال الإجراءات اللازمة التي تضمن تطبيق وتفعيل هذا الاتفاق، مبرزا أن “المسار السياسي هو حقا مفتوح ويتيح، كما نأمل، حلا سياسيا شاملا للصراع الليبي “.
وأكد الوزير أن “المغرب وقف دائما وسيظل إلى جانب الشعب الليبي لمساعدته على استعادة استقراره وتقدمه ورفاهيته”.
وقال السيد بوريطة أن الأمر يتعلق ، ب”مسار ليبي – ليبي ” وأن ” المغرب لم يقدم أي مقترح ولا أية توصية ، غير تشجيع الأشقاء الليبيين على الإلتقاء والتباحث في ما بينهم ، والتركيز على الحل لا على المسار “.
وأشار السيد بوريطة إلى أن ” الموقف المبدئي لجلالة الملك محمد السادس يقوم على أن الحل لا يمكن إلا أن يكون ليبيا وسياسيا وشاملا . وأساسا لا ينبغي ولا يمكن أن يكون عسكريا “.
وشدد في هذا الصدد على أنه يمكن تجاوز المأزق الحالي ” إذا توقفت فورا التدخلات الخارجية في الأزمة الليبية ، خاصة ما يتعلق بتدفقات الأسلحة التي تذكي النزاع ، بما يهدد أمن كامل منطقة الساحل والمغرب العربي “.
وسجل أن ” النزاع الليبي لا يمثل مأساة لليبيا والمنطقة المغاربية فحسب ، بل ينم أيضا عن غياب حس استراتيجي ، فضلا عن كونه يمثل وضعية بلا حل للجميع على المدى البعيد ” ، مؤكدا أنه ” حان الوقت لتغليب الحكمة” .
وأشار إلى أن ” اتفاق الصخيرات ونتائج محادثات بوزنيقة أكدت ، بما لا يدع مجالا للشك ، على أن بامكان الليبيين تجاوز خلافاتهم عندما تتاح لهم الفرصة لحل مشاكلهم بأنفسهم ، من دون تدخل ” .
وذكر أيضا بأن للمغرب كامل الثقة في الليبيين و” يدعم بحزم ما يتوافقون بشأنه من أجل التوصل إلى حل سياسي مستدام وسلمي للأزمة “.
(و م ع)