سنة 2024: التزام قوي ودور فاعل للمغرب داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي
أكد المحلل السياسي، الشرقاوي الروداني، أن قرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف لأول مرة في تاريخها بسيادة المغرب الكاملة على صحرائه، سيشكل خطوة جبارة في هذا النزاع المصطنع الذي يعيق الوحدة والتنمية بمجموع المنطقة المغاربية.
وأوضح السيد الروداني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن قرار واشنطن “التاريخي” يؤكد مرة أخرى القرارات السابقة للإدارة الأمريكية التي دعمت، في مناسبات عديدة، مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحتها المملكة كحل عادل وواقعي ودائم لهذا النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء.
واعتبر الخبير في العلاقات الجيو-استراتيجية هذا الاعتراف “سابقة” من نوعها، لاعتبارات عديدة، أولها أنه نابع من دولة استراتيجية في العلاقات الدولية ومسؤولة دبلوماسيا أمام المنتظم الدولي على اعتبار نهجها الحصيف، وثانيها يهم عضويتها بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كما أن قرارها يتسق مع قرارات هذه الهيئة الأممية التي لم تتوان في قرارها الأخير (2548) التأكيد على الحاجة إلى حل سياسي وبراغماتي وواقعي.
وأشار في هذا السياق إلى أن قرار البيت الأبيض، من خلال المرسوم الرئاسي، نص بوضوح على أن إحداث دولة وهمية ليس خيارا واقعيا، مبرزا أن “هذه المبادرة الأمريكية تعيد تأطير الطابع الجيو-سياسي للمنطقة وأقاليمها ويبعد بالتالي، كل مناورة تسعى إلى الإتيان بفراغ”.
وبالنظر لهذه الاعتبارات جميعها، ذكر السيد الروداني أن القرار الأمريكي يشكل “منعطفا تاريخيا” سينعكس لا محالة إيجابيا على منطقة المغرب الكبير بأسرها، مشيرا إلى أن افتتاح قنصلية بحاضرة الداخلة سيوطد الشراكة الاستراتيجية بين واشنطن والرباط وسيخلق فرصا لأقاليم جنوب المملكة حتى تنهض بأدوارها كقطب لا محيد عنه في العلاقات جنوب-جنوب وشمال-جنوب.
وأكد الخبير الاستراتيجي أن هذا القرار سيسهم في تعزيز شروط السلم والأمن بالمنطقة، لاسيما بإفريقيا والشرق الأدنى وفي الفضاء الأورو-متوسطي.
وعلاوة على الشق المتصل بتوطيد العلاقات الثنائية بين الرباط وواشنطن، أوضح أن دعم الولايات المتحدة الأمريكية لمغربية الصحراء سيعيد تشكيل العلاقات الثنائية التي تصل الرباط بعديد الدول القوية.
كما استشهد الأستاذ الجامعي بنقطة محورية أخرى تهم سياق اعتماد هذا المرسوم الذي يصادف تخليد اليوم العالمي لحقوق الإنسان من قبل منظمة الأمم المتحدة، مؤكدا أن توقيت القرار الأمريكي يكتسي أهمية بالغة ويدحض تبعا، كل الادعاءات المغرضة والأراجيف الواهية حول قضية حقوق الإنسان بأقاليم جنوب المملكة.
واعتبر القرار “تتويجا للجهود الدؤوبة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي قاد باقتدار وبتؤدة معركة صون الوحدة الترابية للمغرب”.
وأكد السيد الروداني أن الدبلوماسية الفاعلة للمملكة التي تتأسس على سياسة إرادية وتضامنية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تطال كل مناطق القارة الإفريقية وتهم ملفات شتى على الصعيد الدولي، جعلت المملكة ذات مكانة مشهودة في المعادلات الجيواستراتيجية وحليفا لا محيد عنه لمنظومة عالمية متوازنة ومستقرة.
وأوضح أن “مُكنة بلورة علاقات ثابتة ومتناغمة مع مبادئها ووفاء منها لتعهداتها الناشدة للسلم والأمن الدوليين، جعلت المملكة تحظى بثقة وتقدير بلدان عديدة لم تتوان في دعم مغربية الصحراء من خلال افتتاح قنصليات بحاضرتي العيون والداخلة”.
وعلى اعتبار هذه التطورات، خلص الخبير والمحلل الجيواستراتيجي إلى أن القرار الأمريكي سيسمو بمكانة المملكة وسيرتقي بجهودها لإيجاد حل واقعي وبراغماتي، كما سيعضد نموذجها الاستراتيجي لضمان تنمية اقتصادية لأقاليم جنوب المملكة حتى تنهض بأدوارها كمنطقة تأثير استراتيجي اقتصادي تعني 700 مليون شخص يعيشون بالمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
(و م ع)