فيضانات إسبانيا: سانشيز يعرب عن شكره للمملكة المغربية على دعمها لجهود الإغاثة في فالنسيا
أكد السفير ، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة ، عمر هلال ، بنيويورك ، أنه تماشيا مع التوجيهات الملكية، فإن المغرب يؤكد على التزامه “الراسخ ” بتعزيز قيم السلام والحوار بين الأديان والثقافات.
وشدد السيد هلال، في كلمة يوم الخميس خلال المناقشة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة حول ثقافة السلام، على أنه “وفقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، فإن المملكة المغربية متشبثة بالتزامها الراسخ بتعزيز قيم السلام والحوار بين الأديان والثقافات والاحترام المتبادل واحترام الكرامة الإنسانية وحسن الجوار” .
وذكر السفير بأن المملكة تولي أهمية “كبرى” لمكافحة جميع أشكال التمييز وكراهية الأجانب والكراهية ورفض الآخر، بما في ذلك الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية وكراهية المسيحية ، مشيرا إلى أن المغرب مصمم على مواصلة إجراءاته لمكافحة خطاب الكراهية.
وأضاف أنه “للاستجابة للتحديات المتعددة التي يواجهها العالم حاليا، وخاصة تصاعد النزاعات الإيديولوجية، والتعصب، والانكماش الهوياتي، والعنف والتطرف، وتشجيع الانفالية والجماعات المسلحة ، فإن المغرب، باعتباره بلدا فاعلا ومسؤولا ونشيطا داخل المجتمع الدولي، مقتنع بأن تعزيز التعددية والعمل الجماعي والمتسق لمنظمة الامم المتحدة من أجل الحوار والتعددية والاحترام المتبادل، هي أمور لا محيد عنها”.
وسجل السيد هلال أن المغرب “فخور” بأن يكون لديه تقليد عريق من التسامح والاعتدال والتعايش وتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان وبين الحضارات ، ما جعل منه ملتقى للقاء وتلاقح مختلف الثقافات والأديان والحضارات، مضيفا أن احترام التنوع الثقافي والديني يشكل جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية والوعي الجمعي للمجتمع المغربي.
وقال إنه “علاوة على ذلك، في المغرب ، وخلال الأسبوع الماضي فقط ، احتفل اليهود والمسيحيون والمسلمون بعيد (حانوكا)، يدا بيد في كنيس نيفي شالوم بالدار البيضاء” ، مشيرا إلى أن المملكة تعمل “بشكل دؤوب ” من أجل تعزيز قيم السلام والوئام والتعارف واحترام التنوع الثقافي والديني على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية ، وذلك تماشيا مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وذكر الدبلوماسي ، في هذا السياق ، بالزيارة التاريخية لقداسة البابا فرنسيس إلى المغرب يومي 30 و31 مارس 2019، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، وهي الزيارة الثانية بعد زيارة البابا يوحنا بولس الثاني في عام 1985، والتي تمثل شهادة قوية وبليغة على الدور الريادي الذي يضطلع به المغرب في النهوض بالحوار، والتفاهم والتعاون بين مختلف الأديان والثقافات.
كما أشار إلى أن المغرب يولي أيضا أهمية “بالغة” للتربية، باعتبارها عنصرا مهما لتحقيق التنمية، وصون ثقافة السلام ومكافحة آفات التمييز، والكراهية والتطرف.
وأبرز أن المنظومة التربوية المغربية تركز، منذ سن مبكرة للأطفال، على تلقين فضائل الاحترام والانفتاح، والتنوع وحقوق الإنسان. وفي هذا الإطار، تتم مراجعة الكتب والمناهج الدراسية بشكل منهجي ودوري لتضمينها قيم العيش المشترك والانسجام والتسامح، مشيرا في هذا السياق إلى القرار الذي اتخذه المغرب بخصوص تدريس التاريخ والثقافة اليهوديين، باللغة العربية للتلاميذ المغاربة، منذ التعليم الابتدائي،
وسجل السيد هلال أيضا أن الشباب في المغرب هم أصحاب عدة مبادرات لمكافحة جميع أشكال التمييز.
وأكد أن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بعنوان “تعزيز ثقافة السلام والحوار والتفاهم والتعاون بين الأديان والثقافات في خدمة السلام” ذكر أنه من 2018 إلى 2021 ، أكثر من 5000 شاب من عدة دول ، من بينها المغرب، شاركوا في “تعبئة كبيرة للمنظمات التي يقودها شباب، وجامعات وأطراف معنية وطنية ، تحت رعاية اليونسكو ومكتب مكافحة الإرهاب ، من أجل تعزيز حوار شامل للوقاية من التطرف العنيف”.
وبهدف إبراز القيم الوسطية والنبيلة للدين الإسلامي ومكافحة كل أشكال التطرف والراديكالية، ذكر السيد هلال بالمبادرات المتعددة التي اتخذتها المملكة، مثل إصلاح الحقل الديني، والارتقاء بالتعليم الديني وتعزيز التعاون مع البلدان الشقيقة والصديقة، وخاصة الإفريقية.
وأشار ، في هذا الصدد إلى إحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء، فضلا عن معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، وذلك بتعليمات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، مضيفا أن المملكة توفر تكوينا متعدد الأبعاد لمئات الدعاة من عدد كبير من الدول الافريقية والعربية والأوروبية والآسيوية.
وأشار أيضا إلى أن المغرب يعمل ، على المستوى المتعدد الأطراف ، على مستوى مزدوج من خلال المساهمة ، بطريقة “نشطة للغاية” ، في مناقشات مختلف هيئات الأمم المتحدة بشأن هذه المسألة ومن خلال المشاركة في عملية صياغة واعتماد قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وذكر السفير بأن المغرب، وفي ظل هذه الرؤية، قدم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، في يوليوز 2019، القرار التاريخي 73/328 بشأن “تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات والتسامح في محاربة خطاب الكراهية”، مضيفا أن هذه الجمعية نفسها هي من تبنت بالإجماع في يوليوز الماضي القرار 75/309 المقدم من المغرب والذي يعلن لأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة، يوم 18 يونيو من كل عام “يوما دوليا لمناهضة خطاب الكراهية”.
وقال إن “هذا دليل آخر على مكانة المغرب في ما يتعلق بإقامة جسور التسامح والحوار بين الأديان والثقافات والأمم”، مؤكدا أن المغرب قدم بشراكة مع المملكة العربية السعودية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في يناير 2021، القرار 75/258 بشأن تعزيز ثقافة السلام والتسامح لحماية الأماكن الدينية، والذي تم اعتماده بالتوافق وبرعاية مشتركة لعدد كبير من الدول الأعضاء.
وأضاف السفير أن المغرب “فخور” أيضا لأنه ساهم بشكل كبير في اعتماد وتنفيذ خطط العمل والوثائق والقرارات التي تشكل حجر الزاوية لجهود ومبادرات الأمم المتحدة الهادفة إلى تعزيز ثقافة السلام وقيم الاعتدال والتسامح ومحاربة كل مساوئ التمييز والإقصاء.
وذكر السيد هلال أن الأمر يتعلق بالخصوص بخطط عمل الأمم المتحدة بشأن حماية المواقع الدينية وكذلك خطاب الكراهية وإعلان مراكش لحماية الأقليات الدينية في العالم الإسلامي، وخطة عمل الرباط بشأن حظر الدعوة إلى الكراهية القومية والعرقية أو الدينية وخطة عمل فاس حول دور الزعماء الدينيين في منع التحريض على العنف المفضي إلى ارتكاب جرائم بشعة.
وفي السياق ذاته، أكد السفير أن المغرب، العضو المؤسس لتحالف الحضارات والذي ينوه بعمل الممثل السامي ميغيل أنخيل موراتينوس، يشارك “بنشاط” في الحوارات والمؤتمرات العالمية، ويعمل لصالح التفاهم والإثراء الثقافي والديني، ولا يدخر جهدا في تعزيز حوار السلام الذي يسهم في بروز أوجه تآزر حقيقية داخل المجتمع الدولي.
ولفت إلى أن المغرب يتشرف باستضافة القمة العالمية لتحالف الحضارات في دجنبر من السنة المقبلة، والتي تم تأجيلها السنة الماضية بسبب فيروس كورونا.
من جهة أخرى ، أشار السيد هلال إلى أن جائحة كوفيد-19 تدعو المجتمع الدولي “بقوة” إلى تقوية مركزية وأهمية بناء عالم يسوده السلام والاستقرار والازدهار، مؤكدا أن الأزمة الصحية أظهرت الدور المحوري لثقافة السلام في سد الفجوات بين وداخل المجتمعات.
وثمن السفير عاليا ، وبشكل خاص، الدور والإجراءات والمبادرات التي قام بها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لإبقاء المنظمة الدولية في قلب التعددية وجميع الجهود الدولية لمكافحة جائحة كوفيد-19.
وقال إن الزعماء الدينيين لهم دور “مهم” في مواجهة التحديات التي تفرضها جائحة كوفيد-19، مضيفا أن المغرب، وفي إطار دعم نداء الأمين العام بشأن هذه القضية، نظم في ماي 2020 ندوة افتراضية رفيعة المستوى حول “دور الزعماء الدينيين في مواجهة مختلف تحديات جائحة كوفيد 19”.
واختتم السيد هلال بتأكيد دعم المغرب “الكامل” لجهود الأمم المتحدة من أجل جعل تعزيز ثقافة السلام والحوار بين الأديان والثقافات في صلب اهتمامات منظومة الأمم المتحدة بأسرها.