فيضانات إسبانيا: سانشيز يعرب عن شكره للمملكة المغربية على دعمها لجهود الإغاثة في فالنسيا
أبوظبي – قال الباحث في علم الاجتماع، إدريس اجبالي، إن مؤلفه الذي صذر حديثا تحت عنوان ” Éric Zemmour, un outrage français ، أثبت أنه يمكن للثقافة والمعرفة تجاوز الانقسامات والنزاعات القومية الضيقة، كما أبرز من جهة أخرى إلى أية درجة تجد البلدان المغاربية نفسها معنية حد التساؤل بالنقاش حول الرئاسيات الفرنسية.
وقال الأستاذ اجبالي في حوار مع موقع (كيوبوست) بمناسبة هذا الإصدار أن الكتاب اتخذ فور صدوره بعدا مغاربيا، وحقق نوعا من “الاتحاد المغاربي”، مضيفا أن مؤلفه حول ايريك زمور ، الذي يقع في 570 صفحة ،يعد وثيقة إضافية في خضم النقاش الذي تشهده فرنسا، وصدر في سابقة من نوعها من طرف ثلاث دور نشر في أربعة بلدان، هي فرنسا، والمغرب، وتونس، والجزائر.
إلى ذلك اعتبر اجبالي ان ترشح إيريك زمور، من خلال اللعب على وتر الصدام بين الحضارات، يتماهى مع مفهوم كبش الفداء بالمعنى الذي تحدث عنه المؤرخ والفيلسوف الفرنسي “ريني جيرار” موضحا ان زمور “يحاول أن يجعل من البلدان المغاربية كبش فداء، لا سيما الجزائر”.
وأشار الى أن ظهور زمور في المشهد الانتخابي، أثار اهتمامه أكثر مما أدهشه ، موضحا ان “عمر الصحفي إريك يبلغ حاليا 63 عاما، لكن الأيديولوجي زمور له 15 عاما فقط من الوجود”.
واعتبر ان ايريك زمور ليس سوى خيطا ناظما لمؤلفه ،الذي قارب من خلاله السنوات العشرين الأخيرة من هذا القرن، والتطور الذي عرفته قضية الهجرة، والخطاب المتداول حولها في فرنسا خلال هذه الفترة.
وقال المؤلف إن سنة 2000 كانت نقطة الانطلاق، ليدرج بعد ذلك سنة تلو أخرى، الحقائق التي أسهمت في تطور خطاب بعض المثقفين الإعلاميين الذين يحذرون مما وصفه الفيلسوف الفرنسي بيير مانينت ،بالاستلاب الثلاثي، أي الاستلاب بواسطة العولمة، والاستلاب من خلال أوروبا، ثم الاستلاب عن طريق الهجرة، “والتي في نظرهم، ستشكل تهديداً لهوية فرنسا نفسها، فضلا عن الخطر الإسلامي الذي من شأنه أن يقوض حضارتها”.
وأضاف اجبالي ان كتابه ، الذي هو ثمرة سنوات من العمل، يمكن اعتباره تتمة لمؤلفه الاخر “العنف والهجرة”، الصادر سنة 2000، والذي عالج فيه قضية الهجرة انطلاقا من سنوات الستينيات وحتى نهاية التسعينيات.
وأشار إلى أنه يتعين النظر إلى هذا العمل كوثيقة إضافية في خضم النقاش الذي تشهده فرنسا، “ليس بسبب زمور، ولكن جراء مسار يتطور منذ عقدين والذي يعد زمور ذروته القصوى إن لم يكن مظهر انتكاسته الأخيرة”.
وخلص الى القول إنه بنهجه هذا المسار، على مدى 15 عاما، حقق زمور ثروة مزدوجة، مالية ورمزية ولم يكن ذلك كافياً بالنسبة إليه، “فهو يتطلع اليوم إلى تحقيق نصر انتخابي يخول له قيادة الفرنسيين، مضيفا “ما نخشاه هو أن ينتهي المأساوي إلى كوميديا تراجيدية.. إلى مهزلة”.