بيان مشترك: المغرب و’سانت لوسيا’ عازمان على تعميق تعاونهما الثنائي
نيويورك – حل السفير، الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، السيد عمر هلال، ضيف شرف على محاضرة نظمتها جامعة هارفارد بوسطن، يوم الخميس، بمبادرة ثلة من الطلبة المغاربة من مدرسة هارفارد كينيدي ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
واغتنم السيد هلال هذه الفرصة للفت انتباه المشاركين في هذا المؤتمر إلى أحد أسوأ أشكال انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة ضد السكان المحتجزين في مخيمات تندوف، والمتمثل في التجنيد العسكري للأطفال.
وفي هذا الصدد، أطلق السيد هلال نداء من أجل تعبئة الطلبة المغاربة في جامعة هارفارد وأيضا جل الأكاديميين الأمريكيين، لضم أصواتهم إلى أصوات الفاعلين الدوليين، للمطالبة بإيقاف التجنيد العسكري لأطفال تندوف وفرض عودتهم إلى مقاعد الدراسة مثل كل أطفال العالم.
وأوضح السيد هلال أن “الجامعة مكان للنضال والالتزام بالتوعية بالقضايا النبيلة والقيم الأساسية لحقوق الإنسان”، مؤكدا أنه “لا يجب الوقوف دون اكتراث أمام الظروف غير الإنسانية التي يعيشها الأطفال في تندوف”.
وأشار أيضا إلى أن “قضية التجنيد العسكري للأطفال في مخيمات تندوف تثير قلقا عميقا لدى المغرب والمجتمع الدولي بشكل عام”، كما عرض صورا لأطفال صغار يرتدون زيا عسكريا ويحملون أسلحة خلال استعراضات ويخضعون لتدريبات عسكرية في مخيمات تندوف.
ولفت، في هذا الصدد، انتباه الحاضرين إلى خطورة توجيه هؤلاء الأطفال لتبني عقيدة متعصبة وإخضاعهم للتدريب العسكري، وذلك في انتهاك صارخ لمواثيق حقوق الإنسان، واتفاقيات حقوق الطفل، وقرارات مجلس الأمن والعديد من الإعلانات الدولية.
وندد السيد السيد هلال بتواطؤ البوليساريو مع الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء والذي يعد أمرا ثابتا ويبرز “المسؤولية الدولية المباشرة للجزائر، لأن هذا التجنيد العسكري القسري للأطفال يحدث على أراضيها”.
من جهة أخرى، عبر عدد من الجامعيين الشباب، خلال هذه المحاضرة ، عن استيائهم للتجنيد العسكري لهؤلاء الأطفال واستغلالهم وتوريطهم في هذا النزاع مؤكدين أن الأمر يتعلق بممارسة يجب إدانتها من طرف المجتمع الدولي. كما تساءلوا عن مستقبل هؤلاء الأطفال الذين يتم تلقينهم عسكريا، وكذا تأثير هذا التجنيد في إطالة أمد هذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
علاوة على ذلك، أبرز السفير هلال أولويات المغرب في هيئة الأمم المتحدة لاسيما في ما يتعلق بالتنمية المستدامة والحفاظ على السلام.
وقال “إن المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، قوي في اقتناعه بالقضايا متعددة التخصصات التي تهم التنمية المستدامة والعمل المناخي والانتقال الطاقي، لا سيما من خلال التعاون جنوب-جنوب والتعاون الثلاثي”، مؤكدا على ضرورة إعداد الجيل القادم من صناع القرار للانخراط بشكل فعال في هذا المسلسل التنموي الوطني.
وبخصوص بعثات حفظ السلام، قال الدبلوماسي المغربي إن المملكة استثمرت منذ 1960 في عملية الحفاظ وبناء السلام من خلال المساهمة في العديد من عمليات حفظ السلام خاصة في إفريقيا.
وأشار إلى أن “المغرب يعد من بين البلدان الـ12 الكبرى المساهمة بقوات وبأفراد شرطة. وفي هذا السياق، فإن البعثة الدائمة للمغرب في نيويورك تعمل أيضا كمنسق لمجموعة حركة عدم الانحياز لعمليات حفظ السلام، والتي تعد أكبر مساهم في عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة بأكثر من 90 في المائة من الموارد البشرية”.
وشكل هذا اللقاء منصة تفاعلية لإرساء روابط بين الجامعيين من جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وكذا الأكاديميين من منطقة بوسطن الكبرى مع البعثة الدائمة للمملكة المغربية في نيويورك، وتبادل النقاش حول أولويات الدبلوماسية المغربية داخل المنظمة الأممية وعلى الساحة متعددة الأطراف.
وتندرج هذه المحاضرة في إطار لقاءات انعقدت تحت عنوان “سلسلة منتديات نقاش مغربية”، والتي تنظمها ثلة من الطلبة المغاربة من مدرسة هارفارد كينيدي ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مع العديد من المسؤولين الحكوميين وقادة الرأي، كما تروم إلى خلق مساحة تعاونية و تفاعلية حول المواضيع التي تهم الأجيال القادمة من القادة عبر مجموعة واسعة من التخصصات.