فيديو: المغرب يرسل 25 شاحنة للدعم و فرق إغاثة لإسبانيا للمساعدة في إزالة مخلفات الفيضانات
نظم منتدى مهرجان كناوة، اليوم السبت، بالصويرة، مائدة مستديرة، تركزت حول أهمية الثقافة كقوة ناعمة، ودورها في إشعاع المملكة على الصعيد الدولي.
وعرف هذا اللقاء الثقافي، المنعقد بمناسبة تنظيم جولة مهرجان كناوة، مشاركة سفير جمهورية كوريا بالمغرب، كيونغ تشونغ، والكاتب – الصحافي، ورئيس جمعية أصدقاء غوتنبرغ، خليل الهاشمي الإدريسي، ومديرة مجلة (ديبتك)، مريم سبتي، والنائب الفرنسي السابق جوليان دراي.
وناقشت هذه الشخصيات البارزة الدور الحاسم للثقافة في إشعاع أمة ما لتجد لنفسها موطئ قدم وسط القوى الكبرى، وكذا دور السلطات العمومية في استدامة “تأثيرها الناعم”.
وقالت مديرة إنتاج مهرجان كناوة بالصويرة، نائلة التازي، خلال هذه المائدة المستديرة، التي حضرها جمهور من المهتمين، ومنه رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إدريس اليزمي، إن “مهرجان كناوة يمثل تظاهرة طلائعية ورهانا جريئا للغاية، نجح في إدخال تحول عميق على مدينة الصويرة”.
وعبرت عن سعادتها إزاء تجديد الوصل مع روح المهرجان الكناوي، بعد توقف لا إرادي ناجم عن جائحة فيروس كورونا، مذكرة بأن هذه النسخة الخاصة المنظمة على شكل جولة، والتي تطلبت 3 أشهر من العمل لتنظيمها، أعطت نفسا جديدا لإيقاعات موغادور، التي تأثرت بشكل كبير بالأزمة الصحية.
من جهته، تطرق السيد خليل الهاشمي الإدريسي، إلى قضية الالتقائية بين الأعمال العمومية والخاصة في النهوض بهذه “القوة الناعمة”، وضمان استدامة العمل الثقافي، وفي إيجاد “وعي جماعي” بخصوص الطابع الاستعجالي للقضية الثقافية.
وأبرز أن ثقافة غنية، ومتنوعة، وعميقة وعريقة، على غرار الثقافة المغربية، تشكل مشروعية تاريخية قادرة على الدفع بالبلاد إلى صدارة الساحة الدولية.
وأعرب عن أسفه لكون العمل الثقافي بالمغرب تنهض به، أساسا، مبادرات فردية، مثيرا الانتباه إلى ضرورة ضمان استدامة العمل الثقافي، من خلال تدخل السلطات العمومية.
وشدد على أنه “بإمكان تنافس جهوي حقيقي أن يكون رافعة رائعة بالنسبة للثقافة، وكذا التقدم بمخططات عمل حقيقية في هذا المجال، لكي تكون هناك مساهمة للثقافة في كافة الجهات على مدار السنة، فضلا عن تسطير سياسة ثقافية تحملها الجهات”.
من جهتها، أشارت السيدة سبتي إلى أنه تم إطلاق دينامية ثقافية جديدة بالمغرب وبالقارة الإفريقية، بفضل تظاهرات من قبيل مهرجان كناوة موسيقى العالم، الذي خصصت له صحيفة “نيويورك تايمز” صفحتين، وتم تخصيص حيز له في مجلة “إنروكس”.
وفي معرض حديثها عن مكانة الفن المعاصر كرافعة للقوة الثقافية لبلد ما، استشهدت السيدة سبتي ببينالي كل من داكار والبندقية والرباط
وشددت، من جهة أخرى، على الفرصة التي يتيحها العمل الثقافي، لاسيما ذلك المرتبط بالفن المعاصر في خلق سوق فنية قادرة على جذب جمهور كبير، من خلال الثقافة واقتصاد الشراء.
من جانبه، تطرق السيد تشونغ، إلى النموذج الناجح “للقوة الناعمة” الكورية، خاصة من خلال الجوائز التي فازت بها في مهرجانات كبرى بالعالم، ومن بينها مهرجان كان، إضافة إلى الإقبال الكبير من طرف جمهور شاب عالمي على “كي- بوب”، الذي اشتهر عبر مجموعة “بي تي إس”.
وذكر العمدة الفرنسي الأسبق، جوليان دراي، بدوره، بأن القوة الثقافية الناعمة تمكن من تبادل المعارف بين الأفراد، وتساهم، أيضا، في إشعاع الأمم.
كما أكد أن المغرب، من خلال غنى تراثه اللامادي، يختزن إمكانات ضخمة قادرة على الارتقاء بالتعابير الإبداعية، وإرساء دبلوماسية ثقافية حقيقة.
يشار إلى أن منتدى المهرجان، الذي يشكل فضاء للنقاش والتبادل بين متدخلين مغاربة ودوليين حول إشكاليات مجتمعية راهنة، عاد هذه السنة على شكل مائدة مستديرة، وذلك بمناسبة إطلاق جولة مهرجان كناوة بالصويرة.