يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
لا يمكن أن تترك جماعة عبد السلام ياسين أية فرصة تضيع من بين يديها لتخرج إلى الشارع وتنزل آلاف الأتباع والمريدين لاستعراض قوتها أو لغاية أخرى في نفس “عبد السلام ياسين”. فبعد أن تم الطلاق بينها وبين “حركة 20 فبراير”، سعت العدل والإحسان إلى الركوب على أي حدث قد يخوّل لها تنظيم مسيرات أو وقفات احتجاجية، حيث ركبت في الأول على موجة العنف المندلع في سوريا وشاركت في مسيرة الدار البيضاء بأعداد كبيرة، بل إن “العدليين” حاولوا الاستيلاء على هذه المسيرة ومرّروا رسالات ورفعوا شعارات لا علاقة لها بما يقع بسوريا ولا بالتضامن مع الشعب السوري الجريح، لدرجة أن بعضهم “سلخوا” بعض الفتيات خلال المسيرة فقط لأنهن كن يرفعن العلم الوطني وحاولن اقتحام معسكر العدل والإحسان داخل المسيرة، هذا دون الحديث عن ضلوعها في أحداث تازة.
وفي آخر ركوب للأمواج السياسية، استعمل العدليون لوحة ركوب جديدة، بعد أن خرجوا بالآلاف في شوارع مدينة الرباط للتضامن مع القدس ومحنة الفلسطينيين…لكن السؤال الذي يطرح نفسه وباستمرار خلال خرجات جماعة عبد السلام ياسين هو العلاقة بين موضوع المسيرات والشعارات التي يتم رفعها، فكيف يُعقل أن تُرفع شعارات “شوهة الحكومة المغربية شوهة” في مسيرة قيل إنها من أجل القدس وما يتعرض له من مخططات التهويد… وهل من المعقول أن نسمع شعارات من قبيل “زيرو حكومة المغرب زيرو” للتنديد بالقمع في سوريا، فهل أصبحت العدل والإحسان تعمل بمنطلق “إياك أعني واسمعي يا جارة”؟
وعن هذا المخاض العسير الذي تعيشه العدل والإحسان، خصوصا مع صعود نجم “البيجيدي”، يكتب توفيق بوعشرين في افتتاحية يومية “أخبار اليوم” ليوم الاثنين 26 مارس: “لم تكن جماعة العدل والإحسان، في كل عمرها الذي تجاوز الآن ثلاثة عقود، أمام امتحان صعب كما هي الآن”، مشيرا إلى أن الجماعة ستجد نفسها في عنق الزجاجة إن هي لم تخرج من جبة الحركة الصوفية التي تجعل منها قوة سياسية مع وقف التنفيذ، و”إذا لم تحسم في خيار التغيير هل يكون من الداخل أم من الخارج”. وفي انتظار ما سيقع في المستقبل القريب أو البعيد، يبدو أن جماعة العدل والإحسان ستواصل ممارسة هوايتها المفضلة بالركوب على الأمواج، وهي الهواية التي يفضل المشارقة تسميتها ب”الركمجة”.
أكورا بريس: نبيل حيدر