أشرف الملك محمد السادس، مرفوقا بالأمير مولاي رشيد والأمير مولاي إسماعيل والرئيس الإيفواري، الحسن واتارا، اليوم الاثنين 27 نونبر، على تدشين المحطة المجهزة لتفريغ السمك “محمد السادس” بلوكودجرو (بلدية أتيكوبي بشمال أبيدجان)، المشروع الذي يكرس الانخراط الراسخ للملك محمد السادس لفائدة تعاون جنوب- جنوب فعال وتضامني.
وتعكس هذه المحطة التي تطلب إنجازها استثمارات بقيمة 30 مليون درهم، والتي تفضل الملك وأطلق عليها إسمه الشريف، إرادة جلالته تحسين ظروف عيش المواطنين الأفارقة، ومكافحة الفقر والهشاشة، وعزم جلالته على النهوض بالتعاون والصداقة المغربية الإيفوارية لجعلها نموذجا للشراكة.
وتم إنجاز المحطة الجديدة لتفريغ السمك بلوكودجرو، القطب الحقيقي للتنمية السوسيو -اقتصادية، والتي زار الملك محمد السادس ورش بنائها في مارس المنصرم، على مساحة 3ر1 هكتار، منها 2100 متر مربع مغطاة. وتشمل منشآت للحماية البحرية وبنيات لفائدة الصيادين التقليديين (بناية إدارية، مقر للتعاونية، وحدة طبية، قاعة متعددة التخصصات، وحضانة لأطفال النساء المستفيدات).
كما يهم هذا المشروع تهيئة منطقة للاستغلال التجاري (فضاء لعرض الأسماك، ومصنعا للثلج وغرفة للتبريد، وفضاء لتخزين السمك)، ومنطقة للأنشطة (ورشة للميكانيك، وورشة لإصلاح القوارب، ووحدة لتدخين السمك، وقاعة لتخزين السمك المدخن).
وستساهم محطة تفريغ السمك “محمد السادس” بلوكودجرو، التي تتوفر على بنيات وتجهيزات ملائمة تستجيب للمعايير الدولية، في إنعاش قطاع الصيد التقليدي، من خلال تنظيم وتأهيل المهنة وتثمين المنتوج وتحسين جودته والنهوض بظروف عيش واشتغال الصيادين التقليديين، وكذا ظروف عمل النساء اللواتي يقمن ببيع وتجفيف وتدخين السمك.
كما ستتيح خلق مناصب شغل جديدة وتعزيز المردودية الاقتصادية للصيد التقليدي ورفع مداخيل المستفيدين، وتحسين ظروف الصحة والنظافة، وذلك بهدف تحقيق تنمية بشرية مستدامة ومندمجة.
ويجسد هذا المشروع، الذي يعد رمزا للتعاون جنوب -جنوب الناجح، وثمرة شراكة بين مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات والحكومة الإيفوارية، الإرادة الموصولة للمغرب لمواكبة جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها جمهورية كوت ديفوار، في إطار شراكة رابح -رابح.
كما يجسد خيار المملكة الثابت لتعميق هذا الصنف من الشراكات عبر تنويع وتوسيع مجالات التعاون، وكذا تفعيل آليات مبتكرة تسمح لها بتقاسم خبرتها المتميزة مع البلدان الإفريقية الشقيقة والتي اكتسبتها في قطاعات واعدة، من حيث خلق الثروة ومناصب الشغل.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك أربع محطات مجهزة لتفريغ السمك في طور الإنجاز، إحداها بغران لاهو، على بعد 150 كلم غرب أبيدجان، (التي بلغت أشغال إنجازها مرحلة جد متقدمة)، واثنتان في كوناكري بجمهورية غينيا (محطة تيمينيتاي ومحطة بونفي)، وواحدة في دكار بالسنغال (محطة سومبيديون).
وفي إطار مواكبة الشروع في العمل بالمحطة المجهزة لتفريغ السمك “محمد السادس” بلوكودجرو، تم تنظيم تكوين لفائدة مسيري ومستغلي هذا الموقع بالمعهد العالي للصيد البحري بأكادير.
وكان قد تقدم للسلام على الملك محمد السادس والرئيس الإيفواري، الحسن واتارا، لدى وصولهما إلى موقع المشروع، نائب الرئيس الإيفواري، دانييل كابلان دانكان، ووزير الدولة المكلف بالدفاع، حامد باكايوكو، ووزير الموارد الحيوانية والبحرية، كوبينان كواسي أدجوماني، ووزير التجارة والصناعة التقليدية والنهوض بالمقاولات الصغرى والمتوسطة، سليمان دياراسوبا.
كما تقدم للسلام على قائدي البلدين، كل من وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عزيز أخنوش، وعمدة ومنتخبو جماعة أتيكوبي، والرئيس المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط، الرئيس المنتدب لمؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة، مصطفى التراب.
وقد خصصت الساكنة المحلية استقبالا حارا لقائدي البلدين، كما حج العديد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بكوت ديفوار من مختلف أنحاء البلاد، للترحيب بمقدم الملك محمد السادس وبالرئيس الحسن وتارا والإشادة بالأخوة المغربية الإيفوارية.