الأميرة للا مريم تترأس حفلا بمناسبة الذكرى الـ25 لبرلمان الطفل
بعد الأداء المميز للمنتخب المغربي لكرة القدم، خلال نهائيات كأس العالم الأخيرة في روسيا، تطلع عشاق “أسود الأطلس” لمشاهدة لاعبيهم يحترفون في أكبر الأندية الأوروبية.
غير أن رياح احتراف اللاعبين المغاربة هبت بما لا يشتهيه المناصرون، فكانت الوجهة مغايرة.. إلى الخليج العربي.
برزت ظاهرة “الهجرة المعكوسة” للاعبين مغاربة من أوروبا نحو الخليج، رغم أن عددا منهم كانوا في أوج عطائهم الكروي.
دوريات الخليج
دشن الدولي امبارك بوصوفة هجرة لاعبين مغاربة صوب الدوريات الخليجية، بانتقاله صيف 2016، إلى الدوري الإماراتي الممتاز.
لعب “بوصوفة” في السابق لعدد من الأندية الأوروبية، منها: أندرليخت البلجيكي، أنجي مخشكالا ولوكوميتيف موسكو الروسيين.
توقع كثيرون أن يغيب “بوصوفة” عن المنتخب المغربي؛ بسبب موقف مدرب المنتخب، الفرنسي هيرفي رونار، من المحترفين في الدوريات الخليجية الأقل مستوى من نظيرتها الأوروبية.
لكن رونار ظل يعتمد على “بوصوفة”، رغم تراجع مستواه؛ بسبب ضعف تنافسية الدوري الإماراتي، وتقدمه في السن.
وضع “بوصوفة” شجع عددا من الأسماء على الالتحاق بدوريات خليجية، خاصة بعد مونديال روسيا، الذي سجل فيه “أسود الأطلسي” أفضل أداء لمنتخب عربي.
البداية كانت مع اللاعب نور الدين أمرابط، إذ انتقل من “ليغانيس” الإسباني إلى “النصر” السعودي، ثم كريم الأحمدي، من “فاينورد” الهولندي إلى “الاتحاد” السعودي.
ولحق بهم عزيز بوحدوز، بانتقاله إلى “الباطن” السعودي قادما من “سامباولي” الألماني، ثم مروان داكوستا، من “باشاكشيهير” التركي إلى “الاتحاد”.
بينما كان اختيار مهاجم المغرب الأول، خالد بوطيب، مغايرا، حيث انتقل إلى “الزمالك” المصري، قادما من “ملاطيا سبور” التركي.
أما أحدث انتقالات “أسود الأطلس” إلى الخليج العربي وأغلاها، فهو العميد المهدي بنعطية، مدافع “يوفنتوس” الإيطالي، الذي انتقل إلى “الدحيل” القطري، مقابل 10 ملايين يورو، مع راتب 5 ملايين يورو سنويا، في إحدى أغلى الصفقات بالخليج العربي.
رونارد يغير موقفه
يتذكر عشاق المنتخب المغربي أولى أيام المدرب رونار مع المنتخب، عندما أشهر ورقة “الفيتو” في وجه كل الأسماء المغربية المحترفة في الخليج، رغم تألقهم، على غرار يوسف العربي، هداف الدوري القطري أكثر من موسم، وعبد الرزاق حمد الله، وعبد العزيز برادة، وعصام عدوة.
غير أن “فيتو” رونار انتهى، وبات يسمح لعدد من الأسماء بالتواجد في المنتخب، رغم احترافهم في دوريات خليجية.
في أحدث تصريح له بخصوص موجة الهجرة نحو الخليج، قال رونار مؤخرا: “أتفهم اختيارات اللاعبين، خاصة وأن جلهم تجاوزوا سن الثلاثين، ومن حقهم أن يختاروا الوجهة التي تناسبهم”.
وزاد بقوله: “أثق بأن كل هؤلاء اللاعبين سيكونون في قمة عطائهم الكروي خلال نهائيات كأس إفريقيا القادمة”.
وتقام هذه البطولة في مصر بين يومي 21 يونيو و19 يوليوز المقبلين.
وبشأن امبارك بوصوفة، قال رونار: “رغم لعبه موسمين بالدوري السعودي والإماراتي، استمر في العطاء مع المنتخب، مع أنه في الـ34 من عمره”.
نهاية جيل
وفقا للناقد الرياضي المغربي، إبراهيم شخمان، فإن “رونار خضع للأمر الواقع، وبات مجبرا على قبول احتراف اللاعبين المغاربة في الخليج، فأغلب الأسماء تجاوزت سن الثلاثين، ومن حقها البحث عن تقاعد مريح (بتوقيع ربما آخر تعاقد قبل الاعتزال)”.
وأضاف شخمان للأناضول أن “المنتخب المغربي يشهد نهاية جيل بأكمله، وستكون البطولة الإفريقية المقبلة في مصر هي المحطة الأخيرة، مقابل ظهور جيل جديد بقيادة أشرف حكيمي، حكيم زياش، أمين حارث، نصير مزراوي، والنصيري، وغيرهم”.
واعتبر أن “المشكل لا يكمن في اللعب بالخليج من عدمه، بل الأمر قد يكون محل نقاش عندما يتم إقصاء أسماء معينة من المنتخب رغم تألقها، مقابل السماح لآخرين يعلبون في الدوري نفسه”.
كأس إفريقيا بمصر
يرى عبد المجيد الجيلاني، المدير الفني المغربي، واللاعب الدولي السابق، أن “احتراف النواة الأساسية للمنتخب المغربي في دوريات الخليج سيؤثر لا محالة على مردود المنتخب، وعلى حظوظه في نهائيات كأس إفريقيا بمصر”.
وتابع الجيلاني للأناضول أن “المشكل لا يكمن في الدوريات الخليجية في حد ذاتها، وفي تنافسيتها مقارنة بالدوريات الأوروبية، بل في أن أبرز هؤلاء اللاعبين تجاوزت أعمارهم الثلاثين، وبالتالي ذهبوا للخليج للتقاعد، وليس لأهداف رياضية، باستثناء أمرابط، وهو الأمر الذي يخيفنا فعلا”.
وشدد اللاعب السابق لكل من “الرجاء البيضاوي” المغربي و”العربي” الكويتي على أن “نهائيات كأس إفريقيا تتطلب لاعبين من مستوى عالٍ جدا، خاصة بدينا.. المنافسة على اللقب تتطلب منك الإعداد البدني أولا، ثم التوفر على لاعبين في دوريات أوروبية، حيث التنافسية العالية”.
وأردف: “رونار رشح كلا من مصر والسنغال للتتويج باللقب القاري، فالمنتخبان يتوفران على لاعبين صغار السن في أوروبا، إضافة إلى الإمكانات البدنية التي يتوفرون عليها، وهي شروط لم نعد للأسف نتوفر عليها، بعد رحيل أعمدة المنتخب إلى الخليج”.
واستدرك: “هذا الأمر لا يعني أن حظوظنا انعدمت، فأسماء مثل بنعطية، أمرابط، بوصوفة، والأحمدي لم تمت بعد، ويمكنها أن تقدم الإضافة المطلوبة بخبرتها”.
وزاد الجيلاني بقوله: “لكن الرهان الأساسي يجب أن يكون على الأسماء الصاعدة، خاصة أشرف حكيمي، يوسف النصيري، أمين حارث، نصير المزراوي، حكيم زياش، وغيرهم من اللاعبين الشباب، أصحاب الأداء الكبير في أوروبا”.