الأميرة للا مريم تترأس حفلا بمناسبة الذكرى الـ25 لبرلمان الطفل
قال لورينسو مارينوني المحلل بمعهد الدراسات الدولية، خلال ندوة نظمت مساء أمس الأربعاء في روما، إن المغرب هو “البلد الوحيد” في منطقة المغرب العربي الذي وضع استراتيجية “ناجعة” لمحاربة التطرف والوقاية منه ويحرص دائما على تطويرها وتحسينها.
وأضاف الخبير الإيطالي ، في كلمة له خلال ندوة حول موضوع “مستقبل التطرف في البلدان المغاربية”، إن هذه الاستراتيجية الفعالة تعتمد على مقاربة شاملة ومتعددة الأبعاد في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، إذ تقوم على الجوانب السوسيو ثقافية و التنمية الاقتصادية.
وأشار إلى أن المغرب قام على مر السنين بتطوير وتحيين استراتيجياته في هذا المجال ليساهم بفعالية في جهود المجتمع الدولي الرامية إلى التحصين ضد تهديد التطرف والإرهاب المحدقة بعدة بلدان. من جانبه، قال سفير المغرب بإيطاليا حسن أبو أيوب إن المغرب يعتمد في رده على ظاهرة التطرف العنيف والراديكالية على مقاربة أمنية وتربوية، تمتد خارج حدود المملكة، خاصة عبر تكوين أئمة ومرشدين ومرشدات في الدول التي تعتبر ضحية لهذا التطرف لاسيما في إفريقيا الساحل وأوروبا.
وأضاف أن جهود المملكة للقضاء على التطرف تركز من ضمن أمور أخرى على نشر فكر وخطاب بديل خاصة في المساجد. وسجل أن هذه المقاربة المغربية “الفريدة من نوعها” و التي أبانت عن نجاعتها أصبحت الآن “محط اهتمام دولي وتم الاستفادة منها في عدة بلدان من قبيل إنجلترا، بلجيكا وألمانيا”.
وتابع السفير المغربي أن رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس بهذا الشأن جد متطورة واستبقت الأحداث بشكل يختلف كليا عن “المعالجة الإسعافية التي ليست هي الطريقة السليمة”.
وبالنسبة للسيد أبو أيوب فإن موضوع التطرف “لا علاقة له بالدين بقدر ما له علاقة بخلل المنظومة الاجتماعية “، مضيفا أن “أوروبا ترتكب أغلاطا بعدم إعطاء الأولوية لإفريقيا” في مواجهة الإشكالية التنموية في هذه القارة مشيرا إلى أن ” الفقر يساهم في الانزلاق نحو التطرف”.
وسجل أن البلدان الأوروبية لازالت سياسيا “تفتقد لخطاب موحد” لمواجهة التطرف العنيف، معربا عن أسفه لوجود “اختلافات سياسية كبيرة” حول كيفية التصدي لهذه الظاهرة.
من جانبه، قال الأمين العام للمركز الثقافي الإسلامي بإيطاليا السيد رضوان عبد الله، إن مستقبل التطرف في منطقة المغرب العربي رهين بمدى إعطاء أجوبة للأسئلة التي تطرح في هذه المجتمعات خاصة من قبل الشباب وتلبية حاجياتهم اليومية والحياتية مع الحرص على نشر القيم التي تتناسب وطموحاتهم. وأبرز أن المرتكزات الأساسية للوقاية من التطرف ومحاربته تتمثل على الخصوص في “الحفاظ على الوحدة الترابية وعدم الدفع بسيناريوهات تفتيت الدول واحترام سيادتها”، وكذا رفض التدخلات الخارجية، إضافة إلى إعطاء الأولوية للتنمية الاقتصادية.
وأشار إلى أن التحولات التي تشهدها مجتمعات المغرب العربي عميقة بدرجات متفاوتة ، كما هو الحال في ليبيا التي “أصبحت أرضا خصبة للتطرف”، مبرزا في المقابل وجاهة النموذج المغربي الذي أستطاع أن يستجيب لمطالب مجتمعه في مقدمتهم الشباب، رغم وجود بعض المشاكل من قبيل البطالة.
وشدد على ضرورة مساهمة البلدان الأوروبية في بناء مجتمعات مغاربية مستقرة ومزدهرة من خلال وضع أسس تعاون رابح رابح.