ذكرى ميلاد الأميرة للاحسناء: مناسبة لإبراز انخراط سموها الموصول في قضايا المحافظة على البيئة
فيتوريا ( إقليم الباسك ) – سلط إغناسيو أورتيز بلاسيو الباحث الجامعي الإسباني أمس الأربعاء في فيتوريا ( إقليم الباسك ) الضوء على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف مستعرضا أبرز حالات الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري والتنكيل والقهر بسجون البوليساريو والتي تستدعي مساءلة دولية عن هذه الممارسات البشعة التي تحط من كرامة وآدمية الإنسان.
وقال إغناسيو بلاسيو نائب رئيس ” المنتدى الكناري الصحراوي ” خلال ندوة نظمت حول موضوع ” حقوق الإنسان في مخيمات تندوف ” بقصر المؤتمرات ( أوربا ) إن سجل ضحايا جبهة البوليساريو خاصة من المدنيين سواء من محتجزي مخيمات تندوف أو من موريتانيا وجزر الكناري حافل بالفظاعات التي اقترفها جلادو البوليساريو في حق هؤلاء الأبرياء الذين تجرعوا الذل والمهانة على أيدي الجلادين الذين منهم قياديون في الجبهة .
وتحدث عن العديد من حالات الاختفاء القسري والتصفية الجسدية وكذا بعض المفقودين وأولئك الذين سجنوا في معتقلات سرية أو تم اغتيالهم مؤكدا أن هذه الممارسات التي عانى منها ولا يزال محتجزو مخيمات تندوف وغيرهم ممن ساقتهم الأقدار إلى المنطقة تعد من أبشع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مفهومها الكوني .
وركز إغناسيو بلاسيو المتخصص في قضايا حقوق الإنسان على بعض حالات الاعتقالات التعسفية خارج السجون وفي أماكن سرية التي همت مجموعة من المدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين لتوجهات الجبهة كالخليل سيدي أحمد الذي لا يزال مصيره مجهولا إلى الآن ثم مصطفى ولد سلمى سيدي مولود الذي قضى عدة شهور في سجون سرية قبل أن يتمكن من الانتقال إلى موريتانيا ثم الفنان النعمة علال وغيرهم .
كما أشار إلى حالات من الاعتقالات التحكمية التي تعرض لها بعض محتجزي مخيمات تندوف كحالة الفتيات اللواتي منعن من مغادرة المخيمات بعد عودتهن من الخارج واعتقال الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين كانوا يعارضون توجهات قيادة البوليساريو وهم مولاي با وفاضل بريكة ومحمود زيدان .
وتساءل إغناسيو بلاسيو عن مسؤولية الجزائر فيما يقع بمخيمات تندوف من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان على اعتبار أن هذه الانتهاكات تقع فوق أراضيها وبالتالي فهي مسؤولة حسب القانون الدولي عن حماية حقوق الأفراد المتواجدين فوق ترابها مؤكدا أن الجزائر فوتت في خرق سافر لمقتضيات القانون الدولي تدبير هذه البقعة التي توجد بها المخيمات لجبهة البوليساريو .
من جانبه تحدث مسعود رمضان رئيس ” الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان ” عن الجهود التي تبذلها الجمعية من أجل محاصرة وتعقب وإدانة جلادي البوليساريو المتورطين في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في المخيمات والذين لا تزال أيديهم ملطخة بما اقترفته من ممارسات شنيعة في حق محتجزي تندوف .
وقال إن الجمعية سبق لها أن وجهت شكاية إلى المحكمة الوطنية الإسبانية تضمنت أسماء 23 قياديا من جبهة البوليساريو وأربعة من الضباط الجزائرين تورطوا جميعهم في ممارسات غير إنسانية في حق المحتجزين حيث مارسوا في حقهم أبشع أنواع التعذيب والتنكيل مشيرا إلى أن القضاء الإسباني قبل هذه الدعوى عام 2012 ووجه مجموعة من التهم إلى هؤلاء الجلادين ومن بينها الإرهاب والاختطاف القسري والتعذيب والاغتصاب وغيرها .
وأضاف أن القضاء الإسباني وجد صعوبة في إلقاء القبض على هؤلاء الجلادين لأن الأسماء التي يستعملونها في تنقلاتهم وتحركاتهم الآن ليست هي أسماؤهم الحقيقية مضيفا أن شخصين فقط من الأسماء التي تضمنتها هذه اللائحة هما اللذان تم تحديد مكان إقامتهما وهما المحجوب ولد صنيبة الملقب ب ( لينكولن ) ثم إبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو الذي لا يمكنه الدخول إلى التراب الإسباني مخافة اعتقاله ومساءلته عن الجرائم التي ارتكبها في حق محتجزي تندوف .
ومن جهة أخرى أكد مسعود رمضان أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورا كبيرا في الكشف عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تحصل في المخيمات والتي كان لا يعلم بها أي أحد بسبب الحصار والمراقبة الصارمة التي تخضع لها هذه المخيمات من طرف قياديي البوليساريو مشيرا إلى أن هذه الوسائل والمواقع ساعدت محتجزي تندوف على تتبع الأوضاع والاطلاع على كل كبيرة وصغيرة تحدث في هذا السجن الكبير الذي يحاصرهم من كل الجوانب .
حضر أشغال هذه الندوة التي أدارها هيكتور ألفاريس المحامي بهيئة المحاماة بجهة كتالونيا العديد من المهتمين بقضايا حقوق الإنسان والباحثين والمتخصصين من إسبانيا إلى جانب مجموعة من أفراد الجالية المغربية المقيمين في إقليم الباسك .