الأميرة للا مريم تترأس حفلا بمناسبة الذكرى الـ25 لبرلمان الطفل
(رضوان البعقيلي)
واشنطن – أن يصبح نفي أخبار زائفة حول فيروس كورونا المستجد وآخرها اعتزام الرئيس الأمريكي الإعلان عن حجر صحي وطني، أحد انشغالات البيت الأبيض في خضم مواجهته للوباء العالمي، فإن ذلك يعكس حجم التحدي الذي تطرحه “جائحة” التضليل الإعلامي على الحكومات عبر العالم والتي تسعى بشتى السبل الى تعبئة الرأي في معركة صحية غير مسبوقة ومكلفة على كافة المستويات.
فقد أصبحت الأخبار الزائفة ،التي تسري في أوساط الناس بشكل فيروسي مستغلة الانتشار الواسع لوسائط الاتصال الحديثة، واجهة أخرى في معركة التصدي العالمي لوباء كورونا ، وواقعا لا يقل خطورة وضررا من الوباء نفسه.
وإذا كانت مختلف بلدان المعمور التي مسها وباء كورونا وأنهك أنظمتها الصحية تجمع حاليا على نجاعة الحجر الصحي الطوعي للمواطنين في الحد من انتشار الفيروس كما ثبت ذلك في الصين، فإن الانتشار الكبير للأخبار والمعطيات المضللة أو المشككة في حقيقة الفيروس، يعد من بين الأسباب التي أثرت سلبا على سلوك الناس وخلقت نوعا من الاستسهال وعدم الامتثال للتدابير الوقائية في عدة بلدان ( ايطاليا، فرنسا، اسبانيا).
وتدفع هذه البلدان حاليا ثمنا باهظا لهذا السلوك من حيث عدد حالات الاصابة المؤكدة وكذا الوفيات، ما اضطرها الى فرض إجراءات أكثر صرامة من قبيل حظر التجوال وإغلاق الحدود والاستعانة بقوات الجيش لفرض احترام التدابير المتخذة مع إقرار غرامات مالية وعقوبات حبسية ضد المخالفين.
و الأدهى أنه فضلا عن تبخيسها للجهود التي تبذلها الحكومات عبر العالم لتطويق الوباء ، فإن الأخبار الزائفة يتم توظيفها لنشر التعصب والكراهية والتمييز على أساس عرقي وهو ما عكسته حوادث عديدة كان ضحيتها أشخاص من أصل آسيوي لا لشيئ سوى انهم ينحدرون من منطقة ظهر بها الفيروس أولا.
وإدراكا للمخاطر التي تنطوي عليها “الأخبار الزائفة”، بادر مسؤولون في إدارة الرئيس دونالد ترامب الى عقد لقاء مع ممثلين عن كبريات شركات التكنولوجيا الأمريكية العاملة في “وادي السيليكون” خصص، حسب ما كشفته صحيفة واشنطن بوست، لمناقشة الخطوات التي يمكن اتخاذها لمكافحة التضليل المنتشر حول فيروس كورونا.
ويبدو أن هذا اللقاء كان مثمرا، حيث أعلنت شركات (فيسبوك وغوغل وتويتر ومايكروسوفت وريديت ويوتيوب ولينكدإن) في بيان مشترك، عن تنسيق عملها لمحاربة الأخبار الزائفة والمضللة حول الفيروس الذي اجتاح مناطق واسعة عبر العالم.
وأكدت هاته الشركات في خطوة غير مسبوقة أنها ستعمل “بشكل وثيق” من أجل مساعدة ملايين الأشخاص “على أن يبقوا على اطلاع بالتوازي مع محاربة التزوير والتضليل حول الفيروس وذلك عبر تسليط الضوء على المضامين الموثوق بها في منصاتنا”.
وأفاد البيان أن الشركات المعنية ستعمل أيضا على “تقاسم المعلومات الأساسية بالتعاون مع الوكالات الصحية العالمية” ، داعيا الشركات الأخرى إلى الانضمام الى هذا الجهد المشترك ” لمواصلة حماية مجتمعاتنا”.
ومن جهتها، أكدت منظمة الصحة العالمية التي توجد في الخط الأمامي للمواجهة ضد فيروس كورونا أنها توصلت الى اتفاق مع منصات التواصل الاجتماعي الكبرى ومحركات البحث العملاقة يقضي بنشر معلومات دقيقة عن الفيروس، وضمان ظهور معلوماتها حوله في طليعة نتائج عمليات البحث على الإنترنت.
ويقوم التعاون بين الجانبين على تقديم معلومات أقرتها منظمة الصحة العالمية عن الفيروس لتعميمها على أوسع نطاق، وتطوير شراكات مع منصات التواصل الاجتماعي الكبرى قصد الوصول إلى فئات وشرائح واسعة في البلدان الأكثر تأثرا بالفيروس، و الكشف عن المعلومات المغلوطة.
ومما لاشك فيه أن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة التي تتحلى بالمصداقية، لها أيضا دور هام على هذا الصعيد لاسيما من حيث التقيد بأخلاقيات المهنة ونشر الأخبار والمعلومات الموثوق من صدقيتها وكذا التحقق من أي محتوى والتدقيق في المصادر ومحاربة الأخبار الكاذبة.
ونهوضا برسالتها الاعلامية، تقوم وكالة المغرب العربي للأنباء ،على المستوى الوطني، بفرز وتدقيق الأخبار والمعلومات المتداولة بشأن جائحة فيروس كورونا ومد المتلقي عبر وسائط مختلفة بأخبار ومعطيات موثوق من صحتها ومستوفية للشروط المهنية المطلوبة.
ودأبت الوكالة في هذا الإطار ،بشكل منتظم، على بث محتوى إعلامي ( مكتوب ومسموع ومرئي) يتصدى أساسا للأخبار الزائفة حول الفيروس الأكثر شيوعا بمنصات التواصل الاجتماعي أو على شبكة الإنترنت وتطبيقات الهواتف المحمولة ودحضها بأخرى موثوق من صحتها ودقة مصادرها.
ويعضد هذا العمل الذي ينخرط فيه صحافيو الوكالة العاملون بمكاتبها الجهوية والدولية، الجهود المبذولة لمواجهة جائحة فيروس كورونا على المستوى الحكومي و من قبل باقي مؤسسات الدولة.