الملك محمد السادس يبعث برقية تعزية ومواساة إلى بايدن إثر وفاة الرئيس الأسبق جيمي كارتر
( بقلم: ماريا معتضد )/و و ع/
الدار البيضاء – “إنترنت الأشياء” ( l’internet des objets ) هو حل رقمي بامتياز، وتقنية جديدة تعتمد على أشياء ذات ميزات مبتكرة وذات فعالية بهدف تحسين شروط الرفاهية في المعيش اليومي. كما أنها تقنية تفتح المجال واسعا أمام احتمالات لامتناهية للمستخدمين لإدارة حياتهم الشخصية والمهنية بشكل أفضل.
تتفاعل الأشياء المستخدمة المرتبطة مع بعضها البعض وتولد بيانات يتم نقلها عبر شبكة لاسلكية دون أي تدخل بشري. بالإمكان مراقبة منزلك أو حديقتك عن بعد، والتحكم في أجهزتك المنزلية بواسطة هاتفك الذكي، وضبط مكيف الهواء في مكتبك على بعد عشرات الكيلومترات… هذه الأشياء، التي يتم ربطها بلا حدود، تساهم بلا شك في جعل الحياة اليومية أكثر سهولة وتغطي جميع جوانبها.
تميل تكنولوجيا إنترنت الأشياء، مثل ما هو الحال بالنسبة للإنترنت، إلى أن تكون أكثر انفتاحا ومرونة وسهولة في الاستخدام، وفقا لمخترع مصطلح “إنترنت الأشياء”، كيفن أشتون، الذي استشهد به تقرير لشركة هيويلت باكارد (إتش بي). “يمكنك، إذا كنت ترغب في ذلك، تحويل نظام الملاحة عبر الانترنت الخاص بك إلى أداة قادرة على مساعدة الزبناء على إدارة حظيرة سياراتهم بشكل أفضل، أو إيجاد أماكن بموقف السيارات أو إطلاق خدمة جديدة لمشاركة السيارات” وفق أشتون.
لا يتوقف معظم الناس عن التفكير في طرق جديدة للاستفادة من هذه التقنية. فهذه الأشياء تشكل حاليا جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية التي تعيش يوما بعد آخر على وقع الرقمنة وبالتالي توفر بعدا أكثر تفاعلية. إنها تغزو البيوت في جميع أنحاء العالم بفضل مزاياها العملية والتكنولوجية، ولكن أيضا بالنظر لبعدها الترفيهي.
من خلال دمج “إنترنت الأشياء”، أصبحت المنازل أكثر ذكاء وتكيفا مع الرغبات والاحتياجات الخاصة لكل فرد. بمجرد الاستيقاظ من النوم تشتغل الموسيقى، وتفتح الشبابيك وتنطفئ التدفئة ويتم تشغيل آلة القهوة.. كل ذلك دون أن يضطر أحد إلى التدخل. كل شيء يمكن التحكم فيه ومبرمج بشكل منهجي.
تتيح المستشعرات المدمجة في غرف المنزل المتصل بهذه التقنية، إمكانية جمع البيانات حول استخدامها، وبالتالي تنظم تلقائيا جميع التجهيزات وتشتغل وفقا لكل ظرف على حدة.
يمكن لـ”المنزل الذكي”، الذي صار ينتشر يوما بعد يوم، برمجة درجة الحرارة والإضاءة، ورش العطر في الجو أو تشغيل موسيقى للخلفية، ولكن أيضا تنبيه صاحبه بمجرد حدوث تسرب للمياه، أو خطر الحريق والتصرف في حينه. يمكن أن يتضمن تصميم هذا النوع من العقارات أيضا أجهزة رقمية متكاملة بإمكانها توفير الطاقة (الكهرباء والماء والغاز وما إلى ذلك). وبالتالي، يضمن هذا النظام الراحة والأمان واقتصاد الطاقة.
وبالمثل، لا تستطيع الشركات، خاصة تلك العاملة في القطاع الصناعي، الاستغناء عن هذه التكنولوجيا، حيث تسعى للاستفادة منها بشكل أكبر. فمصلحتها في الاعتماد على إنترنت الأشياء ليس فقط من أجل ركوب موجة الثورة الرقمية التي يشهدها العالم، ولكن أيضا لتحسين الأداء في السوق الدولية.
إن الشركات التي تطبق أنظمة قائمة على “إنترنت الأشياء” تكتسب ميزة تنافسية كبيرة، حيث تسمح لها هذه التقنية، من بين أمور أخرى، بتفادي الأعطال، وخفض التكاليف (تحسين أداء الطاقة…)، وزيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتوج والرفع وتثمين “سلسلة التوريد” (أتمتة المخزونات والطلبيات…).
وانطلاقا من ذلك، يعد دمج هذه التكنولوجيا المتقدمة بالنسبة للشركات أمرا لا مناص منه، حيث إنه يفتح الطريق أمام إمكانيات جديدة وأفق للتنمية والنمو مهمة للغاية.
ومع ذلك، يمكن استخدام البيانات التي تم جمعها بواسطة “شيء” متصل بطرق مغايرة، بعدما صارت تمثل هدفا مهما لفاعلين “أشرار”. فلم يعد نظام الأمان الخاص بهذه الأداة البسيطة خاصية اختيارية، بل يجب أن يكون آمنا ويثبت جدارته في مواجهة المتطلبات المتزايدة للمستخدمين وهواجسهم أيضا.