مراكش – أكدت نائبة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، اليوم الأربعاء بمراكش، أن أعضاء التحالف الدولي ضد داعش ملتزمون بضمان القضاء التام على داعش في العراق وسوريا، وكذا على مستوى القارة الإفريقية والعالم ككل.
وقالت السيدة نولاند، في كلمة ألقتها خلال افتتاح أشغال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش، “نتقاسم التزاما مشتركا بضمان القضاء التام على داعش في العراق وسوريا، وكذا على مستوى القارة الإفريقية والعالم ككل”، مشيرة إلى أن عمل التحالف يشمل تحرير الأراضي الخاضعة لسيطرة داعش في العراق وسوريا وتحديد مناطق العالم التي قد تشكل أرضا خصبة لانتشار الجماعات الإرهابية، ومعالجة الأسباب الجذرية.
وهكذا، تضيف الدبلوماسية الأمريكية، سينكب المشاركون في هذا الاجتماع على تقييم عمل التحالف وأعضائه خلال السنة الماضية في العراق وسوريا والقارة الإفريقية ومنطقة أفغانستان، فضلا عن تحديد الهفوات التي يتعين تلافيها.
وحذرت السيدة نولاند من أنه “على مدى السنوات القليلة الماضية، تم إضعاف داعش إلى حد كبير في العراق وسوريا، غير أنها ما تزال تشكل تهديدا، وتتحين الفرص من أجل إعادة بناء نفسها”، داعية إلى التزام اليقظة في مواجهة التهديد الذي تشكله باستمرار في جميع أنحاء العالم، لا سيما في القارة الإفريقية.
وذكرت بأنه انطلاقا من دول الساحل، حيث ارتفع عدد الاعتداءات الإرهابية بنسبة 43 في المئة خلال الفترة 2018- 2021، وصولا إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية وموزمبيق، “سجلنا حوالي 500 اعتداء إرهابي لداعش في عام 2021، أسفرت عن مقتل أكثر من 2900 شخص بالقارة الإفريقية”، مضيفة أن داعش وباقي الجماعات الإرهابية عززت نفوذها وقدراتها في منطقة الساحل، فيما تهدد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، الموالية للقاعدة، دول الساحل في غرب القارة.
وبعد أن ذكرت بالجهود التي تبذلها الولايات المتحدة بالتنسيق مع شركائها في غرب إفريقيا لمواجهة التحديات التي ساهمت في تكاثر هذه الجماعات، أشارت الدبلوماسية الأمريكية إلى أن حكومة بلادها تعتزم تعبئة دعم يقدر بأزيد من 119 مليون دولار لصالح إفريقيا جنوب الصحراء، من أجل تحسين قدرات قوات النظام المدني والنظام القضائي، بهدف القبض على الإرهابيين ومقاضاتهم وإدانتهم في جميع أنحاء القارة.
وينعقد الاجتماع الأول للتحالف العالمي ضد داعش في إفريقيا، اليوم الأربعاء بمراكش، بدعوة مشتركة من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج وكاتب الدولة الأمريكي، أنطوني بلينكين.
وخلال هذا الاجتماع، يستعرض وزراء التحالف المبادرات المتخذة، في ما يتعلق بجهود ضمان الاستقرار في المناطق التي تأثرت في السابق بهجمات داعش، وذلك في مجال التواصل الاستراتيجي في مواجهة الدعاية إلى التطرف التي ينهجها هذا التنظيم الإرهابي وأتباعه، ومكافحة المقاتلين الإرهابيين الأجانب.
ويعكس استقبال المغرب لهذا الحدث الدولي الهام، الثقة التي تحظى بها المقاربة المتفردة التي طورتها المملكة، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف.
كما يؤكد هذا الاجتماع الالتزام الثابت للمغرب بالتنسيق الوثيق مع شركائه لاستئصال التهديد الذي تشكله داعش، وذلك بهدف تحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين، وكذا التصدي للإرهاب والتطرف في القارة.