الحصيلة السنوية للأمن الوطني: إحصائيات مكافحة الجريمة بكل أنواعها والتهديدات الإرهابية
يعلم الجميع قوة وسحر وجمال وهيبة الصورة، فهي أصدق أنباء، في بعض الأحيان، من المقالات الطويلة المملة، حيث أنها تؤرخ وتحكي وتُضحك وتبكي…كما يعلم الجميع معاناة المصورين الصحفيين في أخذ الصور سواء تعلق الأمر بمعاناتهم وهم في عين المكان من خلال الازدحام والتدافع فيما بينهم أو معاناتهم للتنقل إلى أماكن الأحداث، فهناك العديد من الشغوفين والمولعين بالصورة الذين يتنقلون على حسابهم الخاص من أجل أخذ الصور…ولعل الصورة واضحة لكل من كانت له فرصة التعرف على بعضهم.
لكن أن يتم منع المصورين الصحفيين من ممارسة الشيء الوحيد الذي يتقنونه، فكما لو أنّك أخرجت سمكة من البحر، وهذا ما حدث للأسف خلال ثلاث مناسبات على الأقل في ظرف 10 أيام. المناسبة الأولى كانت خلال ندوة صحفية بمهرجان موازين، وبالضبط ندوة مجموعة “بوند غيرلز”، حيث خاطبت إحدى المكلفات بالعلاقات مع الصحافة معشر المصورين قائلة بكل بساطة “لا يمكنكم أخذ الصور، لأن “الفلاش” يزعج” الفنانين وهناك مصور معتمد من طرف إدارة المهرجان سيعمل على أخذ الصور وسيرسلها إلى كل من يهمه الأمر”، وكأن المصورين الذين حضروا الندوة أتوا من أجل عيون الشابات الأربع اللواتي يكونّ مجموعة “بوند غيرلز”. وتحت نفس الذريعة، لكن في ميدان آخر صال فيه المصورون وجالوا بكاميراتهم و”زوماتهم”، منع رئيس فريق الرجاء الرياضي المصورين من أخذ صورة البطل لفريق الرجاء الرياضي بمركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط. بودريقة أخبر المصورين بمن فيهم مصور الموقع الرسمي للفريق أن هناك من له الحق الحصري في التقاط هذه الصورة التاريخية التي سيتم تسويقها فيما بعد، هذا أن تم “التسوّق” لها. أمّا الحالة الثالثة والأخيرة، فهي شبيهة بالحالة الأولى، إذ تمّ منع مصورين صحفيين خلال افتتاح مهرجان الضحك بمراكش من التقاط الصور و”السبّة هي هي”، أي أنّ هناك مصورا خاصا بالمهرجان سيعمل على التقاط الصور التي سيتم إرسالها على مختلف الصحف. ويبدو أن مهرجان الضحك بمراكش ابتدأ بالضحك على ذقون “خوتنا المصورين” الذين لم يستوعبوا هذا القرار.
إذن، يبدو أن هناك توجه للتأسيس لطريقة تعامل جديدة مع المصورين الصحفيين شعارها “بعدو منّا”. ويكفي إلقاء نظرة على الصور التي نشرها المصور الذي تكلّف بتصوير حفل دجيسي جي لنفهم المغزى من المنع، فجميع الصور التي نشرها هذا المصور على موقع المهرجان لا تظهر أسفل جسد دجيسي والتبان الذي خلق جدلا واسعا، حيث اكتفى هذا المصور “بكل احترافية” بالتقاط صور تظهر الجزء الأعلى من جسد المغنية البريطانية وكأنه لا يعلم أن “الغربال لا يحجب الشمس”، فقد أغرقت صورها المواقع الإلكترونية قبل حتى أن ينشرها هذا المصور “الذكي” على موقع المهرجان.
إذن، لا داعي من منع المصورين الصحفيين من تأدية مهمتهم لأنهم سيؤدونها رغما عن أنف هؤلاء المانعين. ولكل من أراد أن يتحقّق من ذلك ويستمتع به سينمائيا، فإني أنصحه بمشاهدة فيلم تحت عنوان “بانغ بانغ كلوب”، وهو مستوحى من قصة حقيقية لمصورين صحفيين بجنوب إفريقيا عاصروا آخر سنوات نظام “الأبارتهايد”، الذي لا نتمنى أن يتم تطبيقه على العيون اللاقطة بالمغرب، لأن منع رجال “كانون” و”نيكون”…من ممارسة عشقهم هو بمثابة إعدام في حق مهنة، نحن نتفق جميعا على أنّها صارت قبلة لكل من هبّ ودب. ولكن…
أكورا بريس: نبيل حيدر
.